محمد بدير
رسم تقدير الوضع الاستراتيجي الذي أعده الجيش الإسرائيلي لعام 2007 صورة قاتمة بالنسبة إلى إسرائيل تستشرف اجتياز إيران حافة الاستقلال التقني النووي، وتتوقع تدني مستوى الاستقرار الإقليمي في ظل ارتفاع احتمال التفجّر على الجبهة الشمالية مع سوريا ولبنان وكذلك على الجبهة الفلسطينية

لخّص مصدر عسكري إسرائيلي رفيع المستوى، أمس، تقدير الوضع للعام الجاري بالقول إنه «ليس هناك نافذة فرص في الشرق الأوسط»، محذراً، في حديث مع وسائل الإعلام الإسرائيلية، من ارتفاع احتمالات الحرب على مختلف جبهات الصراع مع إسرائيل، ولا سيما الشمالية منها.
ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن الضابط الرفيع قوله إن «العام الحالي سيكون جوهريا بالنسبة إلى البرنامج النووي الإيراني، ومن المتوقع أن تعلن إيران الشهر المقبل اجتياز الحافة النووية»، في إشارة إلى تمكّنها من امتلاك التكنولوجيا النووية المطلوبة لإنتاج سلاح نووي. إلا أن تقديرات الجيش الإسرائيلي، بحسب الضابط، ترى أنها ستتمكن من تحقيق ذلك فعليا بحلول نهاية العام الحالي. ورأى المصدر العسكري أن إصرار إيران على مواصلة تطوير سلاح نووي يضعها في مسار تصادم مع المجتمع الدولي.
وحذر الضابط من «اقتراب الجهاد العالمي إلى منطقتنا»، لافتاً إلى أن ثمة شعوراً باستقرار جهات منه فيها. ورأى أن «الاحتمال الأكبر للانفجار موجود على الساحة السورية واللبنانية، وكذلك مع الفلسطينيين». وحذر من «تزايد احتمالات نشوب حرب على الجبهتين السورية واللبنانية».
وشدد الضابط، الذي بدا أنه يتوسل الإعلام الإسرائيلي للتأثير على الرأي العام من أجل ممارسة الضغط على صناع القرار في ما يتعلق بحجم موازنة الدفاع، على وجود فجوة كبيرة بين هذه الموازنة والتهديدات المتوقعة، وخصوصاً في ضوء خطط الإصلاح وإعادة التأهيل التي ينفذها الجيش في أعقاب الإخفاقات التي تكشفت في حرب تموز.
وقال الضابط إن الجيش يحتاج إلى ثمانية مليارات شيكل (1.7 مليار دولار) في العام من أجل إعداد نفسه كما ينبغي في عدد من المجالات، كتأمين الاحتياجات العملياتية المستجدة والبحث والتطوير وتحديث حجم القوات ومعالجة الفجوات في مستوى التدريبات وغير ذلك، معتبراً أن نقص الموازنة هذا يمثل «فجوة حرجة» بالنسبة إلى الجيش.
ورأى الضابط العام الحالي «عام التأهب في الجيش»، موضحاً أن من بين الإصلاحات التي يجريها الجيش تعزيز القوات البرية وسلاح الاستخبارات على حساب أسلحة أخرى، إضافة إلى إعادة النظر في نظرية تشغيل القوات، بعدما أظهرت حرب لبنان أنها «لم تُستوعب بطريقة سليمة، وولدت إرباكا». وأضاف أن العمل يجري على قدم وساق لصياغة الخطط العملية داخل الجيش لمختلف ساحات القتال، مشيراً إلى أن هذا الأمر يشكل 20 في المئة من نشاط هيئة الأركان العامة في الأسابيع الأخيرة.
من جهة أخرى، رأى خبير إسرائيلي في الشؤون الإيرانية أن التصادم بين إيران والغرب في الأعوام المقبلة قد يكون حتمياً.
ونقلت صحيفة «جيروزالم بوست» عن الدكتور في الجامعة العبرية بالقدس، ألداد باردو، أن «إيران نووية ستبيع أسلحة (نووية) للإرهابيين، وسيكون التصادم حتمياً للحؤول دون ذلك». وأضاف باردو، على هامش مؤتمر عن إيران، إن «إيران تصدر الثورة الإسلامية... وهدفها الرئيسي هو خلق امبراطورية إسلامية أو إسلام جديد يوحّد بين السنة والشيعة تحت راية عقيدة إسلامية عالمية وبتصور روحي واحد»، محذرا من أن الإيرانيين «يفعلون ما يقولون»، مشيرا إلى تدفق الأسلحة من جانبهم إلى كل من سوريا ولبنان والعراق.




«سنة مهمة»

رأت صحيفة «معاريف» أمس أنه «بعد حرب لبنان، تحولت السنة الحالية، بالنسبة إلى الجيش، الى السنة الأكثر أهمية، وأحد القرارات النوعية الهامة هي أنه ينبغي إعداد القوى وتجميد المشاريع الطموحة للجيش التي يحتاج تنفيذها الى عدة سنوات. وقد بلورت شعبة التخطيط خطة العمل لعام 2007 التي تتضمن الوضع في المنطقة والتحديات الامنية التي يواجهها الجيش مع اخذ عبر الحرب واعتبارات الموازنة بالحسبان».