محمد بدير
أرجأت الحكومة الإسرائيلية في جلستها الأسبوعية أمس، بطلب من رئيسها ايهود اولمرت، اقتراح حزب «العمل» تولي عضو الكنيست العربي غالب مجادلة وزارة في الحكومة، الأمر الذي أثار استياء مقربي وزير الدفاع عامير بيرتس، الذين اتهموا اولمرت بالعنصرية، وانه لا يريد تعيين مجادلة لكونه عربياً.
ورغم أن أولمرت قال إنه «آن الاوان لمثل هذا التعيين (مجادلة)، والامر يتعلق بخطوة سياسية مهمة جداً»، كما نقلت عنه الاذاعة الاسرائيلية امس، إلا أنه عمل على تأجيل التصويت على التعيين اسبوعاً، ورد مستشاروه إرجاء التصويت إلى «اسباب تقنية تتعلق بادارة التحالف الحكومي».
ويأخذ اولمرت على بيرتس عدم إعلامه بتعيين مجادلة مسبقاً، إذ إن بيرتس ابلغ مكتب اولمرت بالاقتراح بعد دقائق من صدور البيان الاعلامي للصحافة، بل ان اولمرت الذي كان في الصين، علم بالاقتراح بعد يوم واحد من اعلانه.
وقال مقربون من بيرتس إن امتناع أولمرت عن بحث تعيين مجادلة «مناورة نتنة»، واتهموه بأنه «يتدخل بالشؤون الداخلية لحزب العمل والتعاون مع منافس بيرتس على رئاسة حزب العمل (الرئيس السابق للحكومة ايهود) باراك. فإذا ما منع تعيين مجادلة فلا يضطر باراك نفسه إلى الخروج علناً ضد التعيين، وهذا أمر نتن وغير مقبول».
وقال وزير استيعاب المهاجرين زئيف بويم، المقرّب من اولمرت، إن «العلاقة بين اولمرت وبيرتس قد اهتزت» بعد امتناع الحكومة عن المصادقة على تعيين مجادلة، مشدداً على ان «بيرتس اخطأ عندما لم ينسّق مسبقاً مع أولمرت في تعيينه». ودعا الى تغيير نظام الحكم في اسرائيل «ومنع كتل الائتلاف الحكومي من تعيين وزرائها وفقاً لمصالحها».
يشار الى ان مستشاري بيرتس ينصحونه بالاستقالة من وزارة الدفاع فور الإعلان عن نتائج تحقيقات لجنة فحص اخفاقات الحرب الاخيرة على لبنان «الامر الذي يظهره امام الجمهور زعيماً شجاعاً»، إلا أن بيرتس يرفض الفكرة خوفاً من «الصورة الساخرة التي سيظهر فيها».
ويأتي اختيار بيرتس لمجادلة بدلاً من الوزير عوفير بينس باز، الذي استقال من منصبه احتجاجاً على انضمام حزب «اسرائيل بيتنا» اليميني المتطرف الى الائتلاف الحكومي.
وأشارت تقارير اعلامية اسرائيلية إلى أن بيرتس يهدف الى كسب ود الناخبين العرب في حزب «العمل» من خلال تعيين عربي مسلم لتولي وزارة في الحكومة، وخصوصاً انه يواجه منافسين أقوياء في الانتخابات التمهيدية لرئاسة حزب «العمل» في ايار المقبل. وتشير استطلاعات الرأي الى حصوله على نسب تأييد منخفضة جداً داخل الحزب.