غزة، رام الله ــ رائد لافي، الأخبار
الوضع الفلسطيني يبدو على سكة الحل الداخلي، لكن عقبات لا تزال تقف أمام النهاية السعيدة، ولا سيما أن أطرافاً داخلية لا تزال تجهد لإفشال الحل السلمي، وتغليب خيار المواجهة

يترقب الشارع الفلسطيني بصبر كبير استئناف جولات الحوار الوطني في شأن تأليف حكومة الوحدة الوطنية، اليوم الثلاثاء، للخروج من الأزمة الراهنة، في وقت يكتنف فيه الغموض مصير اللقاء المرتقب بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” خالد مشعل.
وقالت مصادر مقربة من أجواء المشاورات إن سقف الحوار سيكون محدداً فقط بـ15 يوماً، وهو ما ترفضه حركة «حماس»، على أساس أن “الوقت سيكون سيفاً مصلتاً على رقاب المتحاورين”.
وتوقّع سكرتير لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية ابراهيم أبو النجا، أن تنطلق جولات الحوار الوطني اليوم الثلاثاء في مدينة غزة، من أجل بحث تأليف حكومة الوحدة الوطنية، بمشاركة الأطراف التي توافقت على وثيقة الوفاق الوطني في حزيران الماضي.
وفي شأن لقاء الرئيس محمود عباس مع رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، قال المستشار الإعلامي لعباس نبيل عمرو، إنه “لا توجد ترتيبات لعقد هذا اللقاء خلال زيارة عباس المرتقبة الى دمشق”. وأضاف “إذا كان لدى مشعل موقف سياسي محسوم بشأن إقامة حكومة وحدة وطنية فلا مانع من الاجتماع معه”.
ورأى عمرو أنه “لا يمكن لعباس أن يبدأ حواراً جديداً مع مشعل أو غيره في حركة حماس حول تأليف الحكومة، فهذا امر غير وارد”. وقال “إن لهذا الحوار الخاص بالحكومة مدى زمنياً سوف يستمر خمسة عشر يوماً، وسنرى خلال هذه الفترة النتائج التي سيتمخض عنها هذا الحوار الذي نأمل أن يصل الى نتائج معقولة تسمح بالتعاطي إيجابياً مع نتائجه”.
وفي هذا السياق، قال مصدر فلسطيني إن عباس مستعد للقاء مشعل على أساس الموافقة على تأليف حكومة وحدة وطنية لا يتقلدها إسماعيل هنية رئيس الوزراء الحالي، وإنما يتم تكليف شخصية أخرى لذلك.
في هذه الأثناء، كشفت مصادر مقربة من حركة «حماس»، الصيغة التي يجري بحثها، وتبادل المقترحات في شأنها، حول الفقرة الأساسية من خطاب التكليف الذي سيوجهه الرئيس عباس إلى رئيس الوزراء المكلف. وتنص على ما يأتي: “أدعوكم كرئيس للحكومة المقبلة الى الالتزام بالمصالح العليا للشعب الفلسطيني والحفاظ على مكتسباته وتوطيدها والعمل على تحقيق أهدافه الوطنية كما أقرتها المجالس الوطنية ومواد القانون الأساسي ووثيقة الوفاق الوطني، والالتزام (واحترام) بقرارات القمم العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة والاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير بما يحمي المصالح العليا للشعب الفلسطيني”.
وبحسب المصادر، فإن الصيغة المقترحة من جانب المقربين من عباس تتحدث عن “التزام”، في حين تتحدث صيغة حركة «حماس» عن “احترام”. كما إن حركة “حماس” شطبت من الصيغة عبارة “وثيقة الاستقلال”، واستبدلتها بعبارة “وثيقة الوفاق الوطني”.
وفي شأن آخر، رأى رئيس الوزراء إسماعيل هنية أن زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الى المنطقة هي الأخطر على القضية الفلسطينية لما تحمله من رؤية سياسية قائمة على فكرة إقامة الدولة المؤقتة، التي يمكن إنجازها أو وضع لبناتها في ما تبقى من عمر هذه الإدارة.
وقال هنية في تصريح صحافي إنه «ينظر بخطورة إلى ما تحمله رايس من طبخة سياسية وأمنية بشأن الوضع الفلسطيني. وليس صحيحاً أنه لا يوجد في جعبتها شيء». ولفت إلى أنها «تحمل رؤية خطيرة، على الجميع الحذر منها. وإن الحديث عن الدولة المؤقتة والتسليح لأجهزة أمن الرئاسة يمثلان معالم الطبخة السياسية والأمنية المقبلة”.