محمد بدير
رجّحت الإدارة الأميركية أمس أن تكون إسرائيل قد انتهكت اتفاقيات معها تتعلق باستخدام القنابل العنقودية الأميركية الصنع في عدوانها الأخير على لبنان، إلا أن ذلك لن يمثّل، على ما يبدو، عقبة أمام تل أبيب للتزوّد بالمزيد من السلاح الأميركي من خلال نيتها شراء صواريخ ذكية موجهة بالأقمار الاصطناعية، في وقت تتجه فيه صناعاتها العسكرية إلى تطوير طائرة إنقاذ من دون طيار، هي الأولى من نوعها في العالم

قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك أمس إن إسرائيل «قد تكون انتهكت اتفاقياتها» مع واشنطن في استخدامها للقنابل العنقودية إبان حربها الأخيرة على لبنان.
وامتنع ماكورماك عن تحديد الكيفية التي انتهكت بها اسرائيل اللوائح الأميركية باستخدامها لهذا النوع من القنابل الأميركية الصنع في جنوب لبنان، موضحاً أن الكونغرس سيتسلّم، بموجب قانون الرقابة الأميركي على تصدير الأسلحة، «تقريراً سرياً أولياً من وزارة الخارجية يشير إلى انتهاكات لاتفاقية الاستخدام بين الولايات المتحدة وإسرائيل بخصوص القنابل العنقودية». كما امتنع المسؤول الأميركي عن الخوض في تفاصيل الموضوع، مشيرا إلى أن الحكومة الإسرائيلية كانت «متجاوبة وشفافة» في تقديم المعلومات التي يحتاج إليها التقرير الذي استقى معلوماته أيضاً من مصادر أخرى لم يتم الكشف عنها. وشدد ماكورماك على أن التقرير لا يشمل حكماً نهائياً، لافتاً إلى أن الخطوة المقبلة تعود إلى الكونغرس الذي يجب أن يقرر الإجراء الذي سيتخذه ضد إسرائيل أو إذا كانت هناك معلومات أخرى ضرورية.
صواريخ ذكية أميركية
من جهة أخرى، أفادت صحيفة «جيروزالم بوست» أن سلاح الجو الإسرائيلي يعتزم شراء آلاف من الصواريخ الأميركية الذكية من طراز JDAM، في إطار صفقة تقدر بمئة مليون دولار، وُصفت بأنها الأكبر منذ الحرب الأخيرة لبنان. وتشبه الصواريخ المنوي شراؤها تلك التي استخدمها الجيش الإسرائيلي بشكل واسع في عدوان تموز، والتي كان تلقى شحنات طارئة منها خلال الحرب عبر جسر جوي امتد من الولايات المتحدة إلى إسرائيل وأثار في حينه ضجة دولية بعد انكشاف أمر اتخاذ مطار «غلاسكو برستويك» البريطاني محطة بينية في عمليات النقل.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن الصفقة ستُموّل من الموازنة الخاصة بسلاح الجو الإسرائيلي ولا تتطلب موافقة الكونغرس عليها.
وكان قائد سلاح الجو الإسرائيلي اليعيزر شكيدي قد حثّ وزارة الدفاع الإسرائيلية على بدء مفاوضات مع البنتاغون وشركة «بوينغ» الأميركية لشراء هذه الصواريخ، التي سيكون الجيش الإسرائيلي، في حال إبرام الصفقة، أول من يمتلكها بعد الجيش الأميركي. ويُعدّ نظام JDAM الصاروخي الأكثر تطوراً من نظام الصواريخ الموجهة بالليزر الموجود في حوزة الجيش الإسرائيلي، كونه يمكّن جيش الاحتلال من القصف في ظروف مناخية صعبة، وهو أكثر فعالية في حال وجود ضباب ودخان كثيف، ويجري توجيهه بالأقمار الاصطناعية.
صواريخ بالستية تكتيكية
وذكرت الصحيفة نفسها أيضا أن سلاح الجو الإسرائيلي يجري مفاوضات مع الصناعات الجوية الإسرائيلية لشراء صواريخ أرض ـــ أرض بالستية تكتيكية من نوع (لورا)، التي تتمتع بدقة إصابة تصل إلى أقل من عشرة أمتار، شبيهة بدقة إصابة القنابل الذكية نفسها.
ويبلغ مدى صاروخ «لورا»، الذي عرضته أخيرا الصناعات الجوية الإسرائيلية في معرض الدفاع في باريس العام الماضي، أكثر من ألف كيلومتر ويمكنه حمل رأس متفجر بزنة 400 كيلوغرام.
وتم تطوير هذا الصاروخ بأمر من رئيس الوزراء السابق أرييل شارون، وكانت الفكرة من بنات أفكار الرئيس السابق للجنة الأمن والشؤون الخارجية في الكنيست يوفال شتاينيتس، الذي رأى أن ثمة حاجة إلى تمكين المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من إنجاز مهمات قصف اهداف من دون استخدام الطائرات الباهظة الثمن، وبالتالي تعريضها لخطر الإسقاط.
منظومة دفاعية
إلى ذلك، قالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن إسرائيل ستقرر خلال الأيام المقبلة، بعد أشهر من المشاورات، أياً من أنظمة الدفاع ضد صواريخ «القسام» وصورايخ «الكاتيوشا» ستعتمد لمناطق «غلاف غزة» إضافة إلى مستوطنات الشمال على الحدود مع لبنان.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن هذه المصادر قولها إن المؤسسة العسكرية الاسرائيلية تفضّل نظاماً تطوره الصناعات العسكرية الاسرائيلية وقادراً على مواجهة صواريخ «القسام» والصواريخ البعيدة المدى من نوع «زلزال»، رغم أن نظام الدفاع بالليزر «سكاي غارد»، الذي تعمل على تطويره شركة «نورثروب» الأميركية، يعدّ خياراً جدياً إضافياً.
طائرة إنقاذ بلا طيار
وفي إطار استخلاص عبر الحرب الأخيرة على لبنان والإخفاق الذي مُنيت به الوسائل القتالية الإسرائيلية، قررت إسرائيل أيضاً العمل على تطوير طائرة من دون طيار لإخلاء المصابين خلال المعارك.
وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس أنه نتيجة للتأخيرالذي كان يحصل في إخلاء المصابين خلال الحرب الأخيرة، بسبب الخشية من قيام مقاتلي حزب الله بإسقاط مروحيات إنقاذ المصابين، قررت الصناعات العسكرية الإسرائيلية تطوير الطائرة التي وصفت بأنها الأولى من نوعها في العالم.
وقالت الصحيفة إن الطائرة المزمع تطويرها قادرة على التحليق في ساحات القتال الأمامية وإنقاذ مصابين، ويبلغ طولها ثمانية أمتار وعرضها ثلاثة، بينما يبلغ ارتفاعها متراً ونصف متر وتصل سرعتها إلى 150 كيلومتراً في الساعة وتتسع لأربعة مصابين يقوم الجنود في ساحة القتال بنقلهم إليها.
ونقلت الصحيفة عن الصناعات العسكرية الإسرائيلية قولها إنه يمكن تزويد الطائرة بمنظومة دفاعية خاصة بها لحمايتها من بعض الوسائل القتالية التي قد تواجهها خلال تنفيذ مهماتها، كما أنه يمكن تزويدها بوسائل لمعالجة المرضى في حالات الطوارئ خلال تحليقها باتجاه مركز الإسعافات الأولية.