برلين ــ غسان أبو حمد
لم تغب قضية “دعم الحكومة اللبنانية” عن الجولة الخارجية لرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، الذي بحث في برلين أمس الملف النووي الإيراني، قبل أن ينتقل إلى روما، حيث من المرجح أن يطالبه رئيس الحكومة رومانو برودي بتسليم مزارع شبعا إلى الأمم المتحدة لـ“دعم السنيورة”

شكّلت زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت أمس إلى برلين مناسبة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لتوضيح السياسة الخارجية الألمانية وردّ الانتقادات التي كان قد وجّهها أولمرت إلى وزير خارجيتها فرانك شتاينماير بسبب زيارته الأخيرة إلى دمشق.
واكتفت المستشارة الألمانية بالتأكيد، خلال المؤتمر الصحافي المشترك، على أن زيارة شتاينماير إلى العاصمة السورية كانت مفيدة، من دون إيضاح وتفسير لأبعاد الفائدة الذي حققته.
وأعربت ميركل عن أسفها لأن تكون ردّة الفعل السورية على هذه الزيارة “غير إيجابية”، وربما تدفع بالأوضاع إلى المزيد من التعقيد. لكنها شددت، في المقابل، على ضرورة إشراك سوريا في أي مسار للسلام في منطقة الشرق الأوسط.
وقالت “لا أعتقد إطلاقاً بإمكان التوصل إلى حلّ شامل في الشرق الأوسط من دون دور لسوريا في
هذا الحل”.
بدوره، أشار أولمرت إلى أهمية المبادرات الدولية تجاه حلّ النزاع في الشرق الأوسط. وطالب أولمرت الجانب الألماني بعدم تغليب المصالح الاقتصادية والتجارية مع إيران على حساب حياة اليهود، وبالضغط على إيران كي تتحول عن نهجها السياسي الذي تتبعه.
أما ميركل، فقالت من جهتها “للأسف، حان الوقت للجوء إلى عقوبات على إيران”، معربة عن دعمها لنص قرار دولي تجري مناقشته حالياً في مجلس الأمن الدولي بهذا الشأن.
واستغل أولمرت زيارته الرسمية إلى برلين، لتنشيط “عقدة الذنب” لدى الشعب الألماني عبر وضعه إكليلاً من الزهور في أحد المعتقلات النازية التاريخية بالقرب من العاصمة الألمانية.
وفي هذا السياق، دانت ميركل “بأقصى العبارات” المؤتمر الذي نظمته طهران عن المحرقة اليهودية. وقالت “إن ألمانيا لن تقبل أبداً مثل هذه التظاهرات وستستخدم كل إمكاناتها للتصدي لها”.
وقال أولمرت إن هذا المؤتمر يظهر “الطابع المرفوض” للحكومة الإيرانية والخطر الذي تمثله إيران على الغرب.
ومن المقرر أن ينتقل أولمرت من برلين إلى روما، حيث سيلتقي اليوم رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي. وأفادت مصادر دبلوماسية في رئاسة الحكومة الإيطالية أن برودي سيطلب من أولمرت القبول بوضع مزارع شبعا تحت إدارة الأمم المتحدة.
وذكرت هذه المصادر أن مثل هذه الخطوة سيكون من شأنها تعزيز موقف الرئيس فؤاد السنيورة نظراً للوضع “الصعب” السائد في بيروت حالياً، مذكرةً بأن السنيورة نفسه أشار الى أن هذا الإجراء “سيكون مفيداً”.