يبدو أن «معهد القدس لدراسات اسرائيل»، المعروف عنه تخصصه بالدراسات والبحوث المتعلقة بالقدس المحتلة، قد شذّ عن دراساته الإحصائية المشهور بها، وبدأ يطرح أفكاراً طموحة جداً، في مكان وزمان خاطئين بالتأكيد.وينوي المعهد، بمشاركة مجموعة من رجال الفكر الفلسطينيين والاسرائيليين والأوروبيين، إجراء نقاش خاص تحت عنوان «القدس أوّلاً – مدينة من دون عنف»، يتعلق بإمكان تحويل القدس الى «مدينة لا يدور فيها قتال ولا تنفذ فيها عمليات، بل تخلو تماماً من أي نوع من أنواع العنف».
وفي إطار التسويق للندوة المزمع عقدها غداً في القدس المحتلة، قال مدير المعهد يعقوب بار سيمانتوف إنها «محاولة أولية وتدريجية كي يلتزم الطرف الاسرائيلي والطرف الفلسطيني إخراج العنف من القدس، على الاقل لفترة محددة»، مضيفاً إن «نجاح الفكرة في القدس يمكن ان يشكل نموذجاً لخفض العنف بين الطرفين»، ومشدداً على أن «المبادرة لا تبحث في مستقبل القدس السياسي، بل تركز على العنف وسبل ايقافه».
وبحسب سيمانتوف، ينوي المشاركون في النقاش الإعلان عن مبادرتهم في المرحلة الاولى، «ثم ينطلقون في مرحلة ثانية الى اشراك مسؤولين ورجال دين وفكر من المقدسيين، على ان يباشروا العمل في المرحلة الثالثة على اقناع صناع القرار لتبني المبادرة».
وذكرت صحيفة "هآرتس" أن محاولة أجراها «معهد لاسال للدراسات السياسية والاجتماعية» في سويسرا، الشريك في المبادرة للنقاش، للتقريب بين مجموعة من الفلسطينيين والاسرائيليين من خلال عقد لقاءات بينهم في الأشهر الأخيرة، مع محاولة لجمع تواقيع على تصريح مشترك يتعلق بفكرة إخلاء القدس من العنف، الا أنه حصل على توقيع سبعة فلسطينيين من أصل عشرين شاركوا في الجلسات، في موازاة خمسة عشر توقيعاً اسرائيلياً من أصل عشرين ايضاً.
وذكرت «هآرتس» أنه منذ اندلاع انتفاضة الاقصى في ايلول 2000، ولغاية منتصف تشرين ثاني 2004، «نُفذ في القدس المحتلة 600 عملية، بينها 30 عملية انتحارية، قتل جراءها 210 اشخاص.
ونقلت الصحيفة عن الباحثة في معهد لاسال، فرنسيسكا بولت، قولها إنه سيكون من «المبالغة أن نتوقع موافقة منظمات مثل حماس والجهاد الاسلامي على الفكرة، لكنها فكرة يفترض بها بث شعاعها حتى على عناصر هذه المنظمات، كما يمكن أن يلزمها بإعادة التفكير في الطريق الذي تتبعه».
(الأخبار)