strong>محمد بدير
واشنطن تنتقد رفض إسرائيل وقف انتهاكاتها للأجواء اللبنانية، ليس حرصاً على سيادة لبنان ولا على استقلاله، بل خشية من الأثر السلبي الذي يمكن أن تتركه على «مكانة» رئيس الحكومة فؤاد السنيورة!

ذكرت صحيفة «هآرتس» أمس أن وفداً رسمياً أميركياً يزور إسرائيل وجه انتقادات خلال محادثاته أول من أمس مع المسؤولين الإسرائيليين للطلعات الجوية «الفاقعة» التي ينفذها سلاح الجو الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية.
وأوضحت الصحيفة أن انتقادات الوفد، الذي يضم كلاً من ديفيد ولش وأليوت أبرامز، تطرقت إلى الطلعات ذات «إمكان الرؤية المرتفعة» (أي رؤية الطائرات بالعين المجردة)، وذلك، بحسب «هآرتس»، على خلفية التحليق المنخفض التي نفذته المقاتلات الإسرائيلية فوق الضاحية الجنوبية ومدن لبنانية أخرى هذا الأسبوع. وأشارت الصحيفة إلى أن ولش وأبرامز حذّرا المسؤولين الإسرائيليين من أن استمرار هذه الطلعات من شأنه أن يضعف رئيس الحكومة فؤاد السنيورة.
وأكد مصدر إسرائيلي رفيع المستوى، لوكالة «فرانس برس» أمس، أن الولايات المتحدة عبّرت عن «استيائها» من مواصلة الطائرات الاسرائيلية تحليقها فوق بيروت. وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن الولايات المتحدة «عبّرت الخميس عن استيائها» خلال مكالمة هاتفية مع مسؤولين اسرائيليين رفيعي المستوى.
وتعليقاً على الأمر، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية أميرة أورون لوكالة «يونايتد برس انترناشونال» أمس، «إنني لا أرى في هذه الأثناء إمكاناً لوقف تحليق المقاتلات (الإسرائيلية) في الأجواء اللبنانية». أضافت أورون إن موضوع التحليق المتواصل للطيران الحربي الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية مطروح على طاولة البحث لدى رئيس الوزراء ايهود أولمرت وعلى طاولة البحث في الجيش، مشيرة إلى «أننا نعي الانتقادات الموجهة إلى إسرائيل من جانب الأميركيين والأوروبيين أيضاً بهذا الخصوص لكني لا أعتقد أنه سيكون هناك تغيير في التوجه الإسرائيلي في هذه الاثناء».
وقالت أورون إن «رئيس الوزراء (أولمرت) مستعد لبحث الموضوع، لكن ليست هناك جهة يمكنها توفير معلومات لإسرائيل حول نشاطات حزب الله في لبنان من ناحية تهريب الأسلحة من سوريا إليه، وأيضاً من ناحية احتمالات عودة عناصر حزب الله إلى مواقعهم الأمامية قرب الحدود بين إسرائيل ولبنان كما كان حاصلاً قبل الحرب في لبنان».
وكان ولش وأبرامز قد التقيا كلاً من أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزير الدفاع عمير بيرتس. وأفادت تقارير إعلامية إسرائيلية أن المباحثات التي أجراها الوفد الأميركي تركزت على مكانة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وإمكان تعزيزها، وخاصة أنه «يظهر ضعفاً»، حسبما نقلت مصادر إسرائيلية عن عضوي الوفد.
وفيما أكدت هذه المصادر أن المبعوثين الأميركيين لم يطرحا أي مبادرة سياسية جديدة باسم الإدارة الأميركية، أشارت «هآرتس» إلى أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية صادق خلال اجتماعه الأربعاء الماضي على خطة المنسق الأمني الأميركي الجنرال كيت دايتون لتعزيز قوات الأمن الفلسطينية الموالية لعباس في قطاع غزة. وأشارت الصحيفة إلى أن المصادقة كانت مبدئية فقط، وأن الحكومة الإسرائيلية لم توافق حتى الآن على إدخال سلاح إضافي لهذه القوات، أو على دخول «قوات بدر» التابعة لجيش التحرير الفلسطيني الموجودة في الأردن.
وفي السياق نفسه، ذكرت الصحيفة أن الحكومة البريطانية تعمل على خطة «التفافية على حكومة حماس» تهدف إلى تعزيز قوة أجهزة حكومية في السلطة الفلسطينية تخضع مباشرة لإمرة عباس. وهذه الأجهزة هي سلطة المعابر والخدمات الإنسانية والحرس الرئاسي والسلطة القضائية. ونقلت «هآرتس» عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنه «لا يزال من غير الواضح مدى وزن مبادرات كهذه، وإذا كانت ستتجاوز مرحلة الأفكار والاقتراحات».