strong>علي حيدر
«عندما أدركنا أن الحرب قد انتهت، فهم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أنها بدأت للتو». بهذه الكلمات استخلص المعلق السياسي في صحيفة «هآرتس» بن كسبيت أسباب فشل العدوان على لبنان حتى قبل أن تنتهي التحقيقات في إخفاقات الحرب.
فهو يرى أنه «بعد الليلة الأولى من الحرب، وعندما نجح سلاح الجو الإسرائيلي في تدمير الصواريخ الاستراتيجية لحزب الله، فهم (رئيس الأركان الإسرائيلي دان) حالوتس أن الحرب قد انتهت، فيما فهم أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله أنها قد بدأت». بهذه العبارات يلخص المعلق السياسي في صحيفة «معاريف»، بن كسبيت ما جرى في لبنان قبل أن تتبلور نتائج التحقيقات في العدوان.
يقول كسبيت إنه في الوقت الذي رأى حزب الله «أن الحرب الضروس والدموية ما زالت أمامه، عندنا كانوا واثقين بأن حزب الله ورجاله سيزحفون إلى الخلف ويتخلون عن إرادة القتال».
ونتيجة لذلك يلاحظ كسبيت أن «نصر الله انتقل إلى الخطة (ب)، بينما كان الجيش ما زال ينفذ الخطة (أ)»، مشيراً إلى أن التصور السائد لدى كل المسؤولين الإسرائيليين أن «بقليل من الضغط وعدد اضافي من القذائف، كل شيء سيكون على ما يرام». ورأى أن الجيش الاسرائيلي فهم متأخراً «أن القتال البري أيضاً هو الذي سيحسم المعركة معه».
كما كشف بن كسبيت أن حالوتس قال لقائد المنطقة الشمالية، الجنرال أودي آدم، إنه «لن تطأ قدم أي جندي اسرائيلي أرض جنوب لبنان. وبدلاً من أن يتسلم قيادة المعركة قائد الجبهة المعنية (في هذه الحالة اللواء أودي آدم) كما هي النظرية الثابتة في الجيش الاسرائيلي، تصدى حالوتس لهذه المهمة ونصَّب نفسه القائد العام للمعركة، فيما قسم أيضاً الجبهة إلى منطقتين يفصل بينها نهر الليطاني. وتولى قيادة جنوب الليطاني قائد المنطقة الشمالية أودي آدم، فيما تولى قيادة شمالي النهر قائد سلاح الجو اللواء اليعازير شكدي». وفي هذا السياق، قال المعلق العسكري في صحيفة «هآرتس» عاموس هرئيل إن ضباطاً رفيعي المستوى في القيادة العسكرية الشمالية وفي الفرقة 91 حُرموا، خلال العدوان الأخير على لبنان، من معلومات استخبارية أساسية تتعلق بحزب الله. وأضافت الصحيفة أن المعلومات التي كانت متوافرة للجيش الإسرائيلي تتضمن معلومات دقيقة عن ملاجئ حزب الله ومواقعه، والهيكلية الداخلية لهذه الملاجئ.
وأوضح الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية، أمان، اللواء اهارون زئيفي (فركش)، في منتدى مغلق في مركز جافي للدراسات الاستراتيجية، إنه كانت «لدينا معلومات مُفصَّلة ولكنها كانت حساسة لذا قررنا الا نشرك بها أحداً من قادة الوحدات الميدانية». واشار فركش إلى أن «هذه المعلومات وُضعت في القيادة الشمالية داخل صناديق مختومة» كان من المفترض أن تُفتح في حالة الحرب. ولكنه اوضح «أنه لا يعرف لماذا لم يحصل ذلك».