غزة ــ رائد لافي
بات الفلسطينيون أقرب إلى اتفاق على حكومة الوحدة الوطنية من أي وقت مضى. فبعد التفاهم على اسم رئيس الوزراء الجديد، ينتظر أن تشهد القاهرة في الأيام أو الأسابيع المقبلة إعلان الاتفاق النهائي، الذي سيكون مرهوناً بإطلاق الوزراء والنواب المعتقلين لدى إسرائيل وضمانات لرفع الحصار الدولي عن الأراضي الفلسطينية.
وأشارت مصادر فلسطينية مطلعة، لـ“الأخبار”، إلى أن الإعلان عن تأليف حكومة الوحدة الوطنية المرتقبة سيكون خلال اجتماع الهيئة المكلفة إعادة تأهيل منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيلها خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة في القاهرة.
وكشفت المصادر أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قدّم مقترحاً لنص كتاب التكليف لرئيس الوزراء، الذي سيرأس الحكومة الجديدة، والذي بات من المؤكد أنه سيكون الرئيس السابق للجامعة الإسلامية محمد عيد شبير (61 عاماً)، مشيرة إلى أن حركة “حماس” تدرس هذا النص في هيئاتها القيادية والشورية بغية الاتفاق عليه قبل إعلانه رسمياً.
وبدأ عباس أمس زيارة إلى الأردن ضمن جولة ستقوده إلى القاهرة لعرض صيغة الاتفاق الفلسطيني على الملك الأردني عبد الله الثاني والرئيس المصري حسني مبارك.
كما سيتوجه رئيس الوزراء السابق، عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”، أحمد قريع، إلى دمشق خلال الأيام القليلة المقبلة ليبحث عدداً من القضايا مع رئيس المكتب السياسي لـ“حماس” خالد مشعل وقادة الحركة والأمناء العامين للفصائل الفلسطينية التي تتخذ من العاصمة السورية مقراً لها.
في هذا الوقت، وصل الأمين العام للمبادرة الوطنية النائب مصطفى البرغوثي أمس إلى دمشق حيث قال إنه سيبحث مع مشعل وقيادة “حماس” قضايا عديدة تتعلق بالحكومة الجديدة، ووضع جدول زمني لتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وتكوين مجلس وطني جديد على أساس ديموقراطي.
وعقد رئيس الوزراء اسماعيل هنية أمس لقاءً مع لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية في مكتبه في مدينة غزة أمس، بحضور قريع. وقال عضو اللجنة المركزية لحزب “الشعب”، وليد العوض، إن هنية عرض المبادئ التي اتفق عليها مع عباس لتأليف هذه الحكومة، ومنها أن يكون برنامجها مستنداً الى وثيقة الوفاق الوطني (وثيقة الأسرى المعدّلة)، وأن يعمل الرئيس على فك الحصار عن الشعب الفلسطيني، وإطلاق الوزراء والنواب المعتقلين قبل تنصيب الحكومة رسمياً.
وفي أعقاب اللقاء، عقد هنية مؤتمراً صحافياً بمشاركة قريع، قال فيه إنه “تم الاتفاق مع حركة فتح على الانتظار إلى حين إعلان التوصل إلى اتفاق وطني شامل، وعدم الحديث عن الاتفاق بالتجزئة، وستوضع له الإطارات الزمنية وكيفية إخراجه (الى الملأ) مع الأخذ بالاعتبار العمق العربي والإسلامي”.
بدوره، وصف قريع أجواء اللقاء بأنها “إيجابية”. وقال إن “المطلوب من الحكومة التي يجرى الحوار في شأنها ليس فقط كسر الحصار، بل حكومة تبدأ بخطوات أساسية لتصعيد عمل فلسطيني نوعي متفق عليه ومتحدين حوله، وتحظى بثقة الشعب الفلسطيني أولاً، ويكون لها القدرة على مخاطبة العرب والعالم، وتكسر الحصار وتفتح صفحة جديدة في العلاقات الفلسطينية”.
وفي ردود الفعل الدولية على بوادر الاتفاق الفلسطيني، أعرب المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، عن ثقته بنجاح الرئيس الفلسطيني في جهوده لتأليف حكومة وحدة وطنية.
وقال سولانا، خلال اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في بروكسل، “آمل أن تكون هناك فرصة جيدة لتأليف حكومة وحدة وطنية.. إن ذلك سيسمح بأن تمضي عملية السلام قدماً.. أشعر بالتفاؤل”.
وقرر وزراء الخارجية الأوروبيون تمديد مهمة البعثة الأوروبية للمراقبة والتدريب في رفح لستة أشهر، ودعوا إسرائيل إلى الحرص على عدم إغلاق هذا المعبر.
ميدانياً، استشهد فلسطينيان متأثرين بجروح أصيبا بها خلال عدوان “غيوم الخريف” في بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة. وأعلنت مصادر طبية فلسطينية عن استشهاد محمد عبد الله مقحز (25 عاماً) ومحمود حسن حمادة (19 عاماً).