افتتاحية ـ «هآرتس»
استنتاجات التحقيق الذي يجريه العميد (احتياط) دورون الموغ، والتي كُشف النقاب جزئياً عن بعضها حالياً، شهادة اضافية على ما انكشف منذ الحرب عن وضع الجيش الاسرائيلي. ثمة هوة لا يمكن جسرها بين التهديدات التي تطلقها الحكومة الاسرائيلية تجاه ايران وبين حالة الضعف التي تظهر في هذا الجيش. كان يمكن دائماً ايجاد تفسيرات لما يحدث من اخطاء وحوادث محلية، لكن عندما تتراكم وتنضم هذه الى تلك، فإنها تكون صورة لوضع خطير. تحقيق يجري وتحقيق يليه، فحص ثم فحص ثم مزيد من الفحوص، ولا قيادة. فاذا كان نصف جنرالات الجيش يعتقدون بأنه يجب على رئيس الاركان ان يترك الجيش، فلا نعرف ما الذي ينتظره وزير الدفاع حتى الآن. اذا كان دان حلوتس لا يريد أن يترك الجيش بإرادته، فإنه يجب على عامير بيرتس أن يقدم توصية الى الحكومة بإخراجه. بوجود جيش كهذا، لا يمكن «اخافة ايران»، كما قال ايهود اولمرت، الذي غادر الى أميركا، حيث سينضم الى مجموعة من وزراء حكومته الذين تسابقوا الى هناك للمشاركة في المؤتمر السنوي العام للجاليات اليهودية في شمال اميركا.
ليست سياسة الجلد السميك للجنرال حلوتس مشكلته الشخصية، فاذا كانت قدرته على فهم المسؤولية لديه مشوشة، واذا كان لا يرى سبباً في تقديم العميد غال هيرش للاستقالة حتى بعد توصية لجنة التحقيق في أداء فرقة الجليل خلال الحرب، فإن ذلك يدل على أنه لا يعرف حدود وظيفته. يفهم حلوتس مصطلح «تقديم الغطاء والدعم» بمعناه الضيق جداً، ويركز على اعطاء الدعم والغطاء لكل الذين فشلوا، وذلك بسبب ماضيهم البطولي. على رئيس الاركان قبل كل شيء تقديم الدعم لآلاف الجنود النظاميين وغير النظاميين (الاحتياط) غير المقربين من القيادة؛ هؤلاء الجنود، الذين سمع صوتهم في التحقيقات بشأن مسألة الاختطاف منذ البداية. لا يمكن الافلات من الصرخة المدوية لقادة الفصائل، الذين لم يكونوا مؤهلين، ولم يتلقّوا الاوامر، ولم يجر تدريبهم على الدفاع عن حدود الشمال. هؤلاء هم الاشخاص الذين من أجلهم يجب تعيين قائد جديد للجيش الاسرائيلي.
عن اي شيء يُسأل رئيس الاركان، اذا لم يكن مسؤولاً عن اولئك الجنود من الاحتياط غير المدربين، وغير المؤهلين وغير المستعدين للعمليات؟ عن اي شيء يُسأل رئيس الاركان، اذا لم يكن مسؤولاً عن اطلاق قذائف المدفعية على بيت حانون، خصوصاً بعدما اشار التحقيق السابق إلى أن ناراً كهذه ليست مناسبة للطريقة التي يعمل بها الجيش في المنطقة؟ من المسؤول عن ذلك؟ إن الاوامر التي أعدّها قائد فرقة الجليل لم تصل الى المنطقة، والدوريات على حدود الشمال قد نُفّذت هناك كأنها نزهة، واستنتاجات عملية الاختطاف التي جرت عام ألفين لم تنفّذ باستثناء وضعها على الورق كحقائق امام قائد الفرقة؟ من المسؤول عن الفحص، واذا كانت تلك البرامج والخطط التي أُعدت قد قدِّمت الى الجنود ودُربوا عليها، وأن الاوامر تنقل من المستويات العليا فالدنيا؟ ومن المسؤول عن امتلاك حزب الله استخبارات أفضل بكثير من الاستخبارات التي لدينا؟