حيفا ــ فراس خطيب
نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس تقريراً يتناول «الحال المصرية بعد 25 عاماً من اغتيال الرئيس أنور السادات»، تحدث فيه سفيرا اسرائيل السابقان لدى مصر، ايلي شاكيد وتسفي مزال، اللذان أشارا إلى أن «مصر فقدت مكانتها كدولة رائدة للعالم العربي»، مبينين أنّ «الحال الاقتصادية سيئة والعلاقات مع الولايات المتحدة وإسرائيل لم تتطور».
ويكشف التقرير، بحسب السفيرين، «انحلالاً في الجهاز السياسي المصري»، إضافة إلى تصاعد في قوة الإسلام المتطرف». ويتساءل موقع الصحيفة الإسرائيلية «إلى أين يقود حسني مبارك أرض النيل، وماذا كان سيشعر الرئيس السادات، على مكانة بلاده ووضعها؟ كثيرون في إسرائيل يعتقدون بأنه لن يشعر بالاكتفاء».
وقال شاكيد «لو يفتح السادات عينيه، لن يعرف مكانة مصر ووظيفتها من ناحية سياسية. وأنا أعتقد بأنه سيشعر بعدم الرضا»، مشيراً إلى أن «مصر فقدت مكانتها كدولة رائدة وطرف يؤثر على دول العالم الثالث». وأضاف أن «مصر فقدت من ثقلها السياسي من أيام عبد الناصر والسادات خلال ربع القرن الماضي. ومصر في عهد مبارك هي دولة من دون تأثير، وبالتأكيد ليست مؤثرة في أفريقياويحمّل شاكيد المسؤولية عما يجري لمبارك. ويقول «مبارك هو من يتخذ القرارات الاستراتيجية، وبالأساس، وزارة الخارجية ومكتب المخابرات يؤديان دور المساعد»، مضيفاً أن «وزارة الخارجية المصرية جهاز كبير جداً، إلا أن قدرته على تفعيل الأمور باتت محدودة جداً».
وينتقد شاكيد الاستخبارات التي يرأسها عمر سليمان، نتيجة «انشغالها بالشأن الفلسطيني». ويقول «حتى في الشأن الفلسطيني نجاحاته محدودة»، معتبراً أن «مصر وضعت أمام الفلسطينيين مرات عديدة تهديدات وشروطاً واضحة، إلا أن الفلسطينيين، الإشارة هنا إلى حماس وعرفات وغيرهم، أدركوا أنه لن يحدث شيء إذا رفضوا الشروط».
ويستطرد شاكيد قائلاً أن مصر «لا تتمتع اليوم بنفوذ يذكر في المنطقة» إلى جانب «زيادة الدور لدول أخرى مثل السعودية»، واصفاً الجامعة العربية بأنها «طفل مصر وأصبحت غير ذي صلة، وباتت جثة لم تدفن بعد».
ويحذر شاكيد من «تصاعد قوة الإخوان المسلمين في مصر»، مشيراً إلى أنه «عندما يشتمّ الإخوان المسلمون رائحة ضعف من قبل النظام، فلا شك بأنّهم سيحدثون انقلاباً»، مبيناً أن «هذا هو التهديد الكبير في مصر وهذا أمر واقعي. ويركز مبارك غالبية جهوده في مواجهتهم».
أما تسفي مزالف فيتفق في نقاط عديدة مع زميله شاكيد. ويصف الحال المصرية في عهد مبارك بأنها «تحمل الكثير من المشاكل»، مشيراً إلى أن الوضع «كان أفضل في عهد السادات الذي وقع على اتفاقية سلام مع اسرائيل وحاول معالجة القضية الاقتصادية والابتعاد عن الاتحاد السوفياتي لمصلحة تقربه من الغرب».