محمد بدير
توقعت مصادر سياسية إسرائيلية أن تتوجه الإدارة الأميركية في الفترة المقبلة نحو تعزيز جهودها السياسية في المنطقة لجهة إعادة إطلاق عملية التسوية، وخاصة على المسار الفلسطيني. وتحدثت المصادر عن سعي الإدارة الأميركية إلى إيجاد "متعهد" يتسلّم مهمة بناء الثقة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، كاشفة عن أن بين الأسماء التي طرحت في هذا الإطار، الرئيس الأميركي السابق بل كلينتون ووزير الخارجية الأميركي الأسبق جيمس بايكر.
ونقلت صحيفة "معاريف" عن مصادر سياسية رفيعة المستوى قولها إن الإدارة الأميركية مهتمة بتقوية ائتلاف الدول العربية المعتدلة، وعلى رأسه السعودية ومصر والأردن، بشكل جوهري، وذلك بهدف تثبيت الوضع في العراق ومواجهة الاستحقاق النووي الإيراني بشكل أفضل. إلا أن هذه الدول معنية، بحسب المصادر نفسها، بأن تتحرك الولايات المتحدة على خط القضية الفلسطينية في مقابل إسرائيل، كثمن لهذا الائتلاف.
وذكرت "معاريف" أن تقارير وصلت إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية أفادت أنه في أعقاب زيارة وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، إلى المنطقة، بدأت الإدارة الأميركية تدرس بجدية تعيين شخصية رفيعة لتكون "متعهداً" لملف العملية السلمية، وخاصة على المسار الفلسطيني، وليعمل من أجل التوسط بشكل فعال بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في الاتصالات السياسية والميدانية. إلا أن اسم كلينتون استُبعد لاحقاً بسبب الانتقادات العلنية التي وجّهها إلى رايس في قضية أحداث 11 أيلول قبل أيام.
وتنقل "معاريف" أيضاً عن مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى تأكيدها أن التوجه الأميركي الحالي في المنطقة هو نحو زيادة حضور واشنطن في العملية السياسية، و"دفع الموضوع الفلسطيني قدماً، من أجل تعزيز الائتلاف ضد إيران، بما في ذلك مع الأوروبيين". وبحسب هذه المصادر فإن "المتعهد" الذي يسعى الأميركيون إلى تعيينه قد يكون موفداً جديداً للرباعية الدولية إلى المنطقة، وقد طرحت في هذا الإطار أسماء وزراء خارجية أوروبيين سابقين خبروا عن قرب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وتفيد تقارير الخارجية الإسرائيلية، بحسب "معاريف"، أن ثمة دولاً عربية معنية بزيادة التدخل الأميركي، وتشير إلى أن اللقاء الذي عقده رئيس مجلس الأمن القومي السعودي، الأمير بندر بن سلطان، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت في عمان قبل أسابيع، يأتي ضمن هذا السياق. كما تتحدث التقارير عن مبادرة قام بها وزير الخارجية القطري، حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، اقترح فيها أن يقوم الرئيس الأميركي جورج بوش بدعوة كل الدول العربية وإيران إلى مؤتمر في كامب دافيد لبحث عملية السلام في الشرق الأوسط، وهي مبادرة لم يتحمس لها الأميركيون، بحسب "معاريف".