واشنطن ــ محمد دلبح
يعتزم عدد من الشخصيات السياسية الأميركية اليهودية البارزة، ومن بينهم الملياردير جورج سوروس، الإعلان رسمياً في 26 الشهر الجاري في نيويورك، عن تأليف مجموعة ضغط جديدة تعمل لمصلحة إسرائيل، في إطار دعم تسوية سياسية للصراع العربي ـ الإسرائيلي ودفع حكومة الرئيس الأميركي جورج بوش إلى القيام بدور نشط وفعّال لاستئناف مفاوضات التسوية المجمدة منذ سنوات.
وكانت مجموعة من كبار الديبلوماسيين الأميركيين السابقين، من بينهم المبعوث السابق لعملية التسوية في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون، دينيس روس، ووكيل وزارة الخارجية الأميركية الأسبق للشؤون السياسية توماس بيكرينغ والسفير الأميركي الأسبق لدى إسرائيل صموئيل لويس، أصدرت الأسبوع الماضي تقريراً برعاية «منبر السياسة الإسرائيلية»، وهو يتألف من مجموعة مؤيدة لإسرائيل ولعملية التسوية في واشنطن، تدعو إلى انخراط أكبر للولايات المتحدة في المنطقة، والتوسط لتحقيق وقف شامل لإطلاق النار في فلسطين والتركيز على إجراءات الحكومة الفلسطينية وأعمالها، بدلاً من التركيز على البيانات التي تصدر عن قيادات «حركة المقاومة الإسلامية» (حماس)، ودعم المبادرة السعودية التي تبنّتها القمة العربية في بيروت عام 2002.
وصدر التقرير بعد أسابيع قليلة من اجتماع عقده مسؤولون في «منبر السياسة الإسرائيلية»، من بينهم مديره ديفيد إلكوت، مع سوروس ومع مجموعات يهودية أميركية ومسؤولين إسرائيليين وأميركيين سابقين. وما يجمع كل هؤلاء أنهم يعتقدون بضرورة إدماج إسرائيل في محيطها في عملية تسوية سلمية واسعة تشارك فيها كافة الأطراف العربية ،بما فيها سوريا.
وأشارت مصادر مطلعة الى أن مجموعة الضغط اليهودية الأميركية الجديدة التي اتفق على تأليفها تهدف إلى أن تكون بديلاً مستقبلياً لجماعة اللوبي اليهودي الإسرائيلي الحالية المعروفة باسم «إيباك»، التي توصف بأنها ذات توجهات يمينية متطرفة.
ومن بين مؤسسي مجموعة الضغط الجديدة، إلى جانب سوروس و«منبر السياسة الإسرائيلية»، بيتر لويس، وهو من أكبر مموّلي مجموعة «موف أون أورغ» المناهضة للحرب الأميركية على العراق، وإدغار وتشارلس برونفمان، وهما من كبار المتبرعين لإسرائيل، وميل ليفين العضو الديموقراطي السابق في مجلس النواب الأميركي وأحد مؤسسي مجموعة «بناة السلام» التي تألفت عقب توقيع اتفاق أوسلو في واشنطن عام 1993، وكان من أشد أنصار إسرائيل في الكونغرس، وأيضاً من أعضاء المجموعة حركة «أميركيون من أجل السلام» وهي الفرع الأميركي لـ «حركة السلام الآن» الإسرائيلية.