حيفا - فراس خطيبانتقد رئيس حزب الليكود الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أداء الحكومة الاسرائيلية في العدوان الأخير على لبنان، مؤكداً أنها لم تنتصر في هذه الحرب،التي «اهتز» من نتائجها الشعب الإسرائيلي

رأى بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع صحيفة «يديعوت احرونوت» تنشرها اليوم، أنَّ «الشعب الاسرائيلي صدم من نتائج الحرب وغيَّر اتجاهه»، مضيفاً أن «إسرائيل لم تنتصر في هذه الحرب وكان على الحكومة اتّباع خطة أخرى».
وقال زعيم «الليكود» إنَّ الأهداف «التي وضعتها الحكومة الاسرائيلية نصب أعينها لم تتحقق»، مشيراً إلى أن «الحكومة الاسرائيلية لم تستطع تجريد حزب الله و(حركة المقاومة الاسلامية) حماس من سلاحهما، ولم تسطع إزالة تهديد الصواريخ عن اسرائيل، لا من لبنان ولا من غزة»، وإنّ «الجنديين المختطفين لم يعودا أيضاً».
وأشار نتنياهو إلى أنَّ «الاتفاق الذي تركز عليه اسرائيل (حسب قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701) لم يُنفذ وما زال تهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان جارياً»، محذراً من وضعية «يفرض من خلالها مواجهات على اسرائيل»، ومشيراً إلى أنه من «الضروري أن تنتهي هذه المواجهات بخلاف ما كانت عليه في حرب لبنان الثانية».
وأكّد رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق أن «الشعب في إسرائيل اهتزّ من نتائج حرب لبنان الثانية وسئم من المؤامرات والمهاترات». وأوضح أن «الإسرائيليين يريدون حلاًّ للمشاكل التي كشفتها حرب لبنان الثانية»، معتبراًُ أنَّ «الحرب أظهرت أن الحروب ضد اسرائيل ليست حروباً على الجغرافيا». وأضاف أن «الصدمة التي مرّ بها الشعب الاسرائيلي جعلته يفهم أنه انحدر عن المسار الذي سار فيه وعاد الى المبدأ الذي اتّبعه لسنوات: على القوة يردّون فقط بالقوة».
وقال نتنياهو إن الأمين العام لحزب الله السيد حسن «نصر الله يقول إنه يضرب الصواريخ على المستوطنات في فلسطين المحتلة. وهو يقصد حيفا وعكا وطبريا، وهذا ما يبيّن أنهم (حزب الله) لا يسلّمون بوجودنا. وحركة حماس تفعل الشيء نفسه. وتقول إنها تضرب عسقلان المحتلة. وهم (في حماس) لا يخفون نياتهم بشأن تحرير تل أبيب أيضاً».
ولفت زعيم «الليكود» الى أنه «كان من الممكن قيادة حرب لبنان الثانية بطريقة مختلفة من ناحية عسكرية»، معتبراً أنه كان على الجيش الاسرائيلي «الوصول إلى نهر الليطاني خلال ساعات من إعلان الحرب عن طريق إصبع الجليل غرباً إلى البحر، ووضع حزب الله في علبة موت لا مخرج منها، والتحرك بقوات كبيرة مع الكثير من سلاح المدرعات»، قائلاً إنه «لو فعلت الحكومة هذا، لكانت نتائج الحرب مختفلة كثيراً».
وخلال تطرّقه إلى «الخطر الإيراني»، وصف نتنياهو الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، بأنه «شبيه هتلر ويختلف عنه قليلاً»، مشيراً إلى أن «نجاد وهتلر يتشابهان من حيث الايديولوجية التي تبدأ أولاً بكراهية اليهود، وإلحاق الضرر باليهود، ومن بعدها ضرب الشعوب الأخرى».
ورأى نتنياهو أن «نجاد مثل هتلر. لقد أراد هتلر بناء رايخ ألماني يعيش ألف عام، وهكذا نجاد، يريد أن يبني امبراطورية إسلامية تحت حكم المهدي الذي اختفى قبل ألف عام. يريد نجاد إعادة صلاح الدين. وبهذا المفهوم هما متشابهان». وأضاف «هتلر بدأ مواجهات مع العالم،ثم شرع في حرب عالمية من أجل الايديولوجية المجنونة التي يحملها، ومن بعدها فقط بدأ محاولاته لبناء قنبلة نووية. في المقابل، نجاد يحاول أن يطوّر سلاحاً نووياً ومن بعدها سيبدأ حرباً عالمية، وسنكون نحن الاسرائيليين هدفها الأول». وتابع أن الرئيس الايراني يستعمل «وسطاء ومبعوثين من أجل تحقيق هذا الهدف»، مشيراً الى السيد نصر الله كـ«مبعوث في حرب لبنان الثانية».
وشك نتنياهو في قدرة الحكومة الاسرائيلية وقيادتها الحالية على اتخاذ «قرارات مصيرية» منها ضرب المفاعل النووي الإيراني، مبيّناً أن «إيران دولة قوية ويجب أخذها بكامل الجدية»، وواصفاً هذه المهمة بأنها «المهمة الكبرى لإسرائيل».
وفي ما يتعلق بالوضع الاسرائيلي الداخلي، قال زعيم «الليكود» إن «كديما حزب في طريقه للتفكك»، مشيراً إلى أنه «لا تلاحم ايديولوجياً ولا حتى أي تلاحم من حيث المصالح. وهي لن تثبت إلى مدى طويل».
والمقابلة مع نتنياهو هي الأولى له مع الصحف، بعد ستة أشهر من خسارته الفادحة امام إيهود اولمرت في الانتخابات لرئاسة الوزارء، حين حصل الليكود بقيادته على 11 مقعداً، بعدما كان الحزب الأكبر في اسرائيل، وهو كان يحظى بـ 42 مقعداً في عهد رئيس الوزراء السابق آرييل شارون الذي انشقّ عنه لاحقاً وألّف «كديما».
إلا أنّ رئيس «الليكود»، بعد إخفاقات الحكومة الاسرائيلية والخسارة في حرب لبنان الثانية أمام حزب الله، وغياب شارون نهائياً عن قيادة «كديما»، عاد ليصبح المرشح «الأفضل»، في نظر الاسرائيليين، لرئاسة الحكومة، حسب استطلاعات الرأي التي نشرت بعد الحرب ونتائجها «المأساوية»، والتي عزّزت مكانة نتنياهو بديلاً عن أولمرت الذي يعدّه الإسرائيليون مسؤولاً عن خسارة اسرائيل في الحرب.
ويقود نتنياهو في الفترة الأخيرة آراء يمينية متطرفة في ما يتعلق بالسياسة الاقتصادية والتعامل مع الفلسطينيين، حيث يرى أنه «لا يوجد ما نبحث فيه مع الفلسطينيين في ظل حكومة حماس».