حيفا ــ الأخبار
عيّنت القيادة الامنية والعسكرية الاسرائيلية العقيد غادي أيزنكوت، الذي قاد قسم العمليات في المنطقة الشمالية اثناء العدوان على لبنان، قائداً للمنطقة الشمالية خلفاً للجنرال المستقيل، أودي آدم.
وعلى رغم الطقوس الرسمية ومديح الماضي العسكري لأيزنكوت من خلال الاحتفال الرسمي بتعيينه، إلا أنَّ شخصيته تلاقي جدلاً كبيراً في المنطقة الشمالية، التي لا تزال «تلملم جراحها»، كما أشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» في تقرير نشرته عن «الجدل الذي يرافق تعيين أيزنكوت».
وادّعى مسؤولون في الجيش الاسرائيلي ان الرجل، الذي كان شريكاً في اتخاذ القرارات، وفي كل القرارات المفصلية لحرب لبنان الثانية كرئيس لقسم الحملات، «لا يستطيع أن يكون من ينظف الأوساخ التي بقيت بعد الحرب».
وقالت «يديعوت أحرونوت» إن أيزنكوت يعرف جيداً أنه قادم من أجل بناء «مركز القيادة من جديد، مرحلة وراء مرحلة، على الدمار الذي خلّفته حرب لبنان الثانية». وأشارت الى أنه «في الآونة الاخيرة، ظهرت في قيادة الجيش الاسرائيلي معارضة لتعيين أيزنكوت قائداً للمنطقة»، مشيرةً إلى أن نسبة كبيرة من الضباط «لن يستقبلوه بالورود».
وقالت الصحيفة إن «هؤلاء المعارضين لا يعرفون لماذا تم اختيار أيزنكوت، الذي كان شريكاً في اتخاذ القرارات الحاسمة في الحرب الاخيرة عندما شغل منصب رئيس قسم الحملات، وكيف سيتحول الى الانسان الذي سيرمم المنطقة الشمالية».
وقال ضابط اسرائيلي إن «أيزنكوت انسان موهوب لكن هناك مسؤولية»، مشيراً الى أن «الحرب هي الامتحان الاعلى في مثل هذه الحالات». وأشار إلى أن أيزنكوت «يتحمّل المسؤولية، عن الاخفاقات التي كانت في ألوية 91 التي يقودها غال هيرش»، مبيّناً انه «مسؤول ايضاً عن أوامر لم يتم إصدارها بالطريقة الصحيحة، وتغيير مسار حملات، وقلة متابعة في إدارة الحرب».
وأضاف الضابط الاسرائيلي أن «قادة الالوية في منطقة الشمال، يفضلون قائداً للمنطقة لم يكن شريكاً في الحرب». وقال ضابط آخر إن «أيزنكوت كان شريكاً في الأخطاء المخيفة التي كانت في اتخاذ القرارات».
وكان أيزنكوت، ومع تعيينه قائداً للمنطقة الشمالية، توجّه إلى القائد السابق للمنطقة الشمالية عميرام ليفين وطلب منه «العودة الى الجيش الاسرائيلي»، الامر الذي أثار غضب عدد من ضباط المنطقة، مشيرين الى أنَّ أيزنكوت يريد «اخفاء الموضوع لانه كان مشاركاً في الفشل وقرر استدعاء جنرالات من الخارج للتخفيف من حدة العبث».
وذكرت الصحيفة أن اتخاذ القرار بتعيين أيزنكوت كان «صعباً للغاية»، وخصوصاً ان رئيس الأركان الجنرال دان حالوتس رغب في تعيين قائد المنطقة الجنوبية يوآف غالنط، إلا أن وزير الدفاع الاسرائيلي عامير بيرتس صمم على أيزنكوت، وبعد جلسات طويلة تم اتخاذ القرار.
وتقول مصادر غير رسمية إن مدير وزارة الدفاع الاسرائيلية غابي اشكنازي يقف وراء موقف بيرتس.