أنهى رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت زيارته إلى موسكو، بوضع الفلسطينيين أمام “لحظة الحقيقة”، مطالباً الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) بـ “خطوات جريئة”، في وقت شددت موسكو على إغلاق ملف المزاعم الإسرائيلية عن وصول أسلحة روسية إلى حزب الله. ورأى أولمرت، في تصريحات للصحافيين على متن الطائرة التي أعادته من موسكو، أن “لحظة الحقيقة بالنسبة للفلسطينيين أقرب من أي وقت مضى، فإما أن يتخذ أبو مازن خطوات جريئة، وإما أن نفقد بقية الأمل”.
وقال أولمرت “إني مستعد للقاء أبو مازن في أي لحظة. كانت هناك اتصالات لا متناهية بين رجالي ورجاله. لكن أبو مازن لا يملك القدرة على اللقاء بي إلا إذا أطلقتُ له سراح مئات الأسرى الفلسطينيين”، وتابع “لن نطلق سراح أسرى ما دام (الجندي الأسير) جلعاد شاليط في أيديهم”.
واتهم أولمرت حركة “حماس” “بالكذب والخداع”. وادّعى أن وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني “يئس” من محاولات التوصل إلى اتفاق مع “حماس” يشمل الاعتراف بإسرائيل.
وحول الملف الإيراني، أوضح أولمرت أنه “لم يهدد إيران في التصريحات التي أطلقها في موسكو بشأن برنامجها النووي”. وقال إن “الوقت لا يتوقف. ما لم يكن ضرورياً وممكناً قوله قبل عام، أصبح ممكناً قوله اليوم. قبل ثمانية أشهر لم يكن ممكناً الحديث عن عقوبات على إيران، والآن ثمة حديث عن ذلك”. ولم يتمالك أولمرت نفسه عن التباهي قائلاً “أنا رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول الذي يقول إن على إيران أن تخاف. من غير المعقول ألا تدرك إيران أن شيئاً ما يقف أمامها، وإلا لماذا عليها أن تتوجه إلى تسوية؟”.
ورأى أولمرت أن ثمة حاجة “لتحديد خط أحمر وعتبة لا ينبغي تجاوزهما”، موضحاً أن “النقطة التي لا يمكن السماح باجتيازها هي في الجوهر تقنية، وتتمثل بخط تخصيب اليورانيوم عبر أجهزة الطرد المركزي بكميات صناعة للاستخدام العسكري”. وقال أولمرت، بعد لقائه رؤساء تحرير صحف روسية، إنه تلقى وعداً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ببذل “جهود استثنائية” لضمان عدم وصول أسلحة روسية من سوريا إلى حزب الله في لبنان. وأضاف أن بوتين أبلغه أيضاً بأنه “لن يسمح بإلحاق ضرر بأمن إسرائيل”.
وقال أولمرت إن “روسيا تجهّز سوريا بسلاح مضاد للطائرات وأنا أفضّل ألا يجري هذا، ولكن يقولون لي في موسكو إن هذا سلاح دفاعي. وقالوا لنا أيضاً إن روسيا لن تقف أبداً الموقف الأحادي الجانب في الشرق الأوسط كما في السابق، وإن روسيا لم تتعهد أبداً بعدم توريد السلاح إلى سوريا. إلا أن موسكو تبذل حالياً جهوداً استثنائية من أجل ألّا يصل هذا السلاح إلى جهات أخرى. وأنا أثق بما يقوله بوتين”.
لكن أولمرت قال إنه “في حال تلقي حزب الله السلاح من سوريا، فإن إسرائيل ستضع حداً لهذا بنفسها”. وأضاف “هناك حاجة إلى قوات عسكرية دولية قوية في لبنان وإغلاق الحدود مع سوريا بصورة محكمة”.
وفي موسكو، قدّم وزير الدفاع الروسي سيرغي إيفانوف عرضاً لنتائج زيارة أولمرت إلى العاصمة الروسية، مشدداً على أن “المسألة المزعومة حول تزويد روسيا بأسلحة إلى حزب الله في لبنان قد أقفلت”. وقال إن “هذه المسألة تم بحثها مع أولمرت وأعطي الجانب الإسرائيلي إجابات شاملة ومفصلة”.
(الأخبار)