strong>علي حيدر
صراعات «العمل» تشتد مع استقالة وزير الثقافة وإعلان نفسه مرشحاً لرئاسة الحزب

نجح رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت في تأمين جرعة إضافية لحكومته بهدف إطالة عمرها واستقرارها عبر ضم حزب «إسرائيل بيتنا» اليميني المتطرف، الذي يملك11عضو كنيست، إلى الحكومة، وتنصيب رئيسه افيغدور ليبرمان نائباً لرئيسها ووزيراً للشؤون الاستراتيجية فيها، بعد مرحلة من التجاذب السياسي والحزبي شهدتها الساحة السياسية الداخلية. لكن أولمرت فقد وزير الثقافة والعلوم والرياضة (عن حزب العمل) اوفير بينس الذي أعلن استقالته من الحكومة وقراره المنافسة على رئاسة حزب العمل في الانتخابات التمهيدية المفترض إجراؤها في ايار 2007.
وصادقت الحكومة الإسرائيلية، بما يشبه الإجماع، على تعيين ليبرمان نائباً لرئيس الحكومة ووزيراً للشؤون الاستراتيجية، وعلى الاتفاق الائتلافي مع كتلته. وفي اعقاب ذلك، نال انضمام ليبرمان أيضاً تأييد اغلبية 61 عضواً ومعارضة 38 عضواً، في الكنيست، خلال عملية تصويت يفرضها قانون أساس الحكومة الذي يحدد في هذه الحالة الحصول على غالبية عادية.
ويأتي انضمام ليبرمان بعد صراع مرير شهده حزب العمل، تُوِّج بنجاح رئيسه عامير بيرتس في نيل موافقة غالبية أعضاء مركز الحزب على البقاء في الحكومة بعد انضمام ليبرمان اليها.
وبانضمام كتلة إسرائيل بيتنا الى الحكومة تكون قد اتسعت قاعدتها البرلمانية لتبلغ نظرياً 77 عضو كنيست من أصل 120، مع استثناء عدد محدود من الأعضاء «المتمردين» من حزب العمل.
ويبدو أن من النتائج الفورية لضم ليبرمان الى الحكومة، احتدام الصراع داخل حزب العمل، الذي تجلت أولى تداعياته في إعلان وزير الثقافة والعلوم والرياضة اوفير بينس استقالته خلال مؤتمر صحافي عقده في اعقاب تصويت الحكومة.
ورغم اعلانه الاستقالة، اكد بينس انه لا يزال يرى في حزب العمل «بيته السياسي»، وأنه قرر المنافسة على قيادته «واعادته الى الطريق الصحيح الى ان يشكل بديلاً فعلياً للسلطة».
وبرر بينس موقفه بالاستقالة بأنه كان «يريد الاستمرار في الحكومة والتأثير على سياستها وأداء دور في القرارات المتعلقة بمستقبل الدولة»، ولكن ضم حزب «مصاب بالعنصرية ومعادٍ للديموقراطية» لم يبقِ له خياراً إلا الاستقالة.
وفي الوقت الذي اكد فيه بينس ان دافع اولمرت في ضم ليبرمان يعود لأسباب حزبية ولتأمين الراحة الائتلافية وأن حزب العمل في ظل قيادته الحالية فقد طريقه، تساءل عن ماضي ليبرمان «الذي يؤهله كي يكون مسؤولاً عن الاستخبارات الاستراتيجية لإسرائيل».
وانتقد بينس أيضاً بشدة حزب العمل، الذي اتهمه بأنه بسبب «فقدان الطريق وقيادته سُمح، للأسف، بدخول ليبرمان الى الحكومة». وأقر بأن وجود حزب العمل خارج الحكومة «ليس امراً مريحاً ولا بسيطاً»، ولكنه رأى في المقابل أنه «ليس سهلاً على رئيس حزب ان يتجاهل كل عناصر الراحة وكل المبررات واعلان رئيس الحكومة أن عليه أن يختار بين حزب اسرائيل بيتنا برئاسة ليبرمان وحزب العمل برئاسة بيرتس».
وتناول بينس وضع الحكومة منذ العدوان على لبنان واصفاً إياها بأنها «منذ حرب لبنان الثانية فقدت طريقها». وعدد في هذا السياق ملامح ضياعها وفقدانها للبرنامج السياسي «فالحكومة لم تعد تشتغل بخطة التجميع (في الضفة الغربية) ولا تعالج المشاكل الاجتماعية ولا تؤمن رداً على حركة حماس، ولا تدفع بمسار هام واحد». كما اتهمها بأن أداءها اعطى انطباعاً بأنها تعيش حالة من «الارتباك وفقدان الصدقية».
وكشف بينس أيضاً أنه قيل له بهدف تبرير المواقف التي اتخذت إن «هذا وقت الطوارئ، لقد مررنا بحرب غير بسيطة ونحن نحتاج الى الاستقرار السياسي» ووافق على التوصيف، ولكنه عقب على ذلك بالتساؤل عما إذا كان «الرد على حرب لبنان الثانية يمكن ان يكون عبر ادخال ليبرمان الى الحكومة». وأكد أنه إذا كان «ضم ليبرمان يشكل رداً على فقدان الحكومة لطريقها في أعقاب حرب لبنان الثانية، فعلى الحكومة كلها الاستقالة، والسماح لليبرمان وأصدقائه من اليمين والليكود والاتحاد القومي والمفدال بقيادة الدولة».