يحيى دبوق
تنتاب إسرائيل حالة من القلق بسبب معلومات حصلت عليها تفيد بأن دولاً عربية تعتزم إحياء «المبادرة السعودية»، وطرحها على مجلس الامن الدولي للتصويت عليها، في محاولة لفرضها حلاً دولياً متفقاً عليه، على تل أبيب.
وبحسب هذه الخطة، التي أشارت إليها «هآرتس»، فإن «المبادرة السعودية» ستُطرح على مجلس الامن في ايلول الجاري. وستطرح قطر، وهي اليوم عضو في مجلس الامن، المبادرة وتحرّكها على طاولة المجلسكاقتراح خاص على جدول الاعمال. وبهذه الطريقة، يُفرض حلّ سياسيّ على اسرائيل وتُنفّذ خطوة تدويل تام للنزاع. وذكرت «معاريف» أن أمراً صريحاً صدر منذ الآن عن مكتب رئيس الوزراء ايهود أولمرت، برفض الخطوة رفضاً باتاً. كما أن وزارة الخارجية الإسرائيلية ترى أنها خطوة خطيرة. وأوضحت الصحيفة، أن مصر هي القوة المحركة خلف هذه المبادرة. ففي الآونة الاخيرة، بعث وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط برسالة مفصلة بهذا الشأن إلى وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، أشار فيها الى أن القاهرة تؤيد إحياء المبادرة السعودية وطرحها على مجلس الامن للتصويت.
وبحسب الصحيفة نفسها، فإن السعودية تقف أيضاً خلف الخطوة، والأردن يؤيدها من الخارج، والكتلة الاوروبية ستؤيدها بحماسة. وبحسب المفهوم الاسرائيلي، فإن الحديث يدور عن تطور خطير على نحو خاص، مع امكان فرض حلّ على اسرائيل يتضمن عودة الى حدود 1967 وتحقيقاً، بطريقة ما، لحقّ العودة. وتجدر الإشارة إلى أن وضعاً غريباً نشأ في أعقاب التطورات الاخيرة، إذ تكرر ليفني، في محادثات تجريها مع نظرائها في العالم، أن «اسرائيل تعارض خطوات احادية الجانب»، أو: «يحظر تنفيذ خطوات احادية الجانب». ومصدر الغرابة يكمن في أن هذه الاقوال تصدر عن ليفني نفسها، التي وضعت كل مستقبلها السياسي في خطة الانطواء، وهي خطوة كلاسيكية أحادية الجانب، بل بنت وزارة خارجية كاملة عليها. اما الآن، فيتبين أن مبدأ احادية الجانب انقلب على أصحابه.
وتكشف «معاريف» عن أن محافل وزارة الخارجية توصلت أخيراً الى الاستنتاج أن «المسار الفلسطيني وصل الى مأزق عسير». وأُفصح عن هذا الموقف في العديد من المداولات في الوزارة، ويتبنّاه العديد من مسؤوليها الرفيعي المستوى. وبحسب هذا الموقف، فإن خطوة الانطواء قضت نحبها، ومبدأ احادية الجانب إزاء الفلسطينيين مات، وأنه لا يوجد شريك في الطرف الآخر لأي مفاوضات، ولا يوجد أي ضوء في نهاية النفق. وتجدر الإشارة إلى أن المبادرة السعودية، التي طرحت للمرة الأولى في قمة بيروت منذ أربع سنوات، تدعو الى انسحاب اسرائيلي من الجولان ومزارع شبعا، وإيجاد «حل مناسب» لمشكلة اللاجئين، وإقامة دولة فلسطينية بحدود الرابع من حزيران 1967 ــ بما في ذلك شرقي القدس ــ في مقابل اعتراف عربي بإنهاء النزاع وإقامة علاقات سلمية كاملة بين كل الدول العربية وإسرائيل.