يبقى موعد انسحاب جنود الاحتلال الإسرائيلي من لبنان رهن التقديرات الإسرائيلية الغامضة التي تربطه تارة باستكمال انتشار اليونيفيل، وتارة أخرى بفرض حظر فعّال على السلاح المتّجه إلى حزب الله. ونقلت صحيفة «معاريف» عن مكتب رئيس الحكومة إيهود أولمرت قوله إن الجيش الإسرائيلي سينسحب من لبنان بعد الانتهاء التام من نشر 5 آلاف جندي دولي على الأقل، وبعد انتهاء الجيش اللبناني من نشر وحداته في الجنوب.
وكان أولمرت أعلن، بحسب «معاريف»، أنه سيأمر بانسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان شرط أن يكون هناك حظر فعّال على السلاح لحزب الله الذي سينفّذ على أيدي قوات الجيش اللبناني والقوات الدولية في المعابر البحرية والبرية والجوية مع سوريا.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يتضح من إعلان أولمرت ما إذا كان تعبيره "نشر" يتضمن أيضاً السيطرة على المعابر. ومع ذلك، فقد قدّرت مصادر في الجيش الإسرائيلي أن انسحاب بقية القوات من جنوب لبنان والتي بقيت حتى الآن، سينتهي في الأسابيع المقبلةوكانت «هآرتس» أشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي يستعد لإمكان إخلاء كل قواته من جنوب لبنان في غضون فترة زمنية تمتد من عشرة أيام حتى أسبوعين. ونقلت «هآرتس» عن مصادر أمنية قولها "إنه اذا استمر انتشار قوة اليونيفيل في الجنوب بالوتيرة الراهنة، فسيكون ممكناً الإيفاء بالجدول الزمني المخطط له". وفي ما يتعلق بمراحل الانتشار الجديد للجيش الإسرائيلي، ذكرت الصحيفة نفسها أنه سيتم على مرحلتين: الانسحاب الى خط المواقع على سلسلة التلال شمالي الحدود على مسافة كيلومتر إلى كيلومترين داخل الأراضي اللبنانية ومن ثم المرابضة على طول الحدود الدولية. ولكن يُحتمل أن يكون الانتقال من المرحلة الأولى الى الثانية فورياً وسيكون ممكناً استكمال الخطوة في الأسبوعين القريبين.
ونقلت «هآرتس» عن مصادر أمنية قولها "إننا نتطلع الى استكمال الانسحاب. فلا مصلحة لأحد في البقاء في لبنان لأكثر مما ينبغي".
وأفادت المعلومات المتداولة في وسائل الإعلام أن الجيش الإسرائيلي يخفف تدريجاً حجم قواته الموجودة بشكل دائم في الأراضي اللبنانية وأنه أخلى قسماً من المواقع التي استولى عليها، وأضافت إنّ في داخل لبنان الآن قوة توازي في حجمها نحو لواءين، وإن قسماً كبيراً من القوات دخل الى لبنان فقط لغرض التمشيط.
وثمة ربط في إسرائيل بين استكمال الانسحاب وبين انتشار الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، على أساس أن الجيش الإسرائيلي يستخدم في الضفة عدداً كبيراً من كتائب الاحتياط التي استُدعيت بأوامر طوارئ. وبالتالي سيسمح الانسحاب من لبنان بإعادة القوات النظامية وتسريح جزء من كتائب الاحتياط.
(الأخبار)