يحيى دبوققدّمت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي لعرض فيلم «المقايضة الكبرى» الذي يحكي قصة أسر الجنود الإسرائيليين الثلاثة في عام ألفين وتفاصيل عملية التبادل بينهم وبين أسرى لبنانيين وعرب... بإيراد العديد من المقاطع الجاذبة للجمهور الاسرائيلي خلال نشرة الأخبار المركزية وقبلها، فعرضت صوراً عن تنفيذ عملية الأسر وصور الملاح الاسرائيلي المفقود رون أراد. وتوقف معلّقو القناة عند العديد من المزايا التي اتسم بها الفيلم معتبرين إياه فيلماً متوازناً، لكونه يعرض وجهتي النظر الاسرائيلية واللبنانية وأبعدوا عنه صفة فيلم دعائي لحزب الله.
توقّف المعلقون عند العديد من المحطات التي وردت في الفيلم سواء في ما يتعلق بعمليات التمويه التي اعتمدتها المقاومة أو عمليات التحضير التي سبقت تنفيذ العملية وخلصوا الى أن الإعداد لهذه العملية كان ممتازاً. وأسفت القناة لعدم استخلاص الجيش الاسرائيلي العبر من العملية الأولى باعتبار أن عملية الأسر تكررت في الثاني عشر من تموز الماضي.
وطرحت القناة العديد من الأسئلة المرتبطة بالفيلم منها أسباب عرض محطة «إل.بي.سي» له، معتبرة أنه من المحتمل أن يكون حزب الله قد أعطى الصور للصحافي إبراهيم الأمين على أمل إيصال هذه الصور لإسرائيل والمساهمة في حل لغز رون أراد، وفقاً لما اتُفق عليه في المرحلة الثانية من العملية السابقة لتبادل الأسرى.
وكانت مصادر في القناة العاشرة قد قالت لصحيفة «هآرتس» إن «القناة قامت بشراء الفيلم بمبلغ مئتي ألف دولار، وهي في ذلك تكون قد تغلبت على عرض كانت قد تقدمت به القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي التي نافستها على شرائه».
وأعلنت القناة الثانية، وهي قناة خاصة غير مملوكة من الدولة مثلها مثل القناة العاشرة، أن «الشركة الفرنسية التي أخرجت الفيلم فضّلت منافستها على نفسها بعد مشاورات مع الشركة اللبنانية للإرسال التي كانت شريكة في الاخراج»، على رغم أن كلاً منهما عرضتا المبلغ نفسه. وردّت مصادر في القناة العاشرة بأن «ادعاءات القناة الثانية لا أساس لها من الصحة، وعليها أن تسلم بالواقع، وأن تقر بأن القرار كان فرنسياً بحتاً، واتخذ بناءً على اعتبارات موضوعية».
وكان الإعلان عن بث الفيلم قد أثار موجة من التحليلات في إسرائيل، واهتم معظمها بمعرفة سبب بث الفيلم في هذه الفترة بالذات، بعد انتهاء العدوان على لبنان، إضافة إلى البحث في ما إذا كانت المشاهد التي ترد في الفيلم تكشف مصير أراد، ذلك أنها تُعرض للمرة الأولى ولم تكن إسرائيل على علم بها، علماً بأن الرأي استقر، قبل عرض الفيلم، على ان الصور لا تكشف جديداً، وتتعلق بصور تعود إلى سنوات.
وتناولت «هآرتس» بث الحلقة الأولى من الفيلم، وقال إنه «يصعب التصديق أن فيلماً كهذا جرى تصويره وبثه من دون موافقة حزب الله، فنصر الله سيكسب الكثير من النقاط في العلاقات العامة (جراء بثه) في ظروف حرجة من ناحيته بعد الحرب».
وأضافت أنه على رغم أن «الفيلم يعرض إنجازات حققها حزب الله في مقابل إسرائيل، إلا أنه ينطوي أيضاً على رسالة خفية من نصر الله، مفادها أن على إسرائيل ان تعرف كيف تتنازل وفي الوقت المناسب، أو يتحوّل مصير (الأسيرين لدى حزب الله) غلودفاسر وريغف إلى لغز كما هي حال رون أراد».