حيفا ــ الأخبار
سعى وزير المواصلات الإسرائيلي شاؤول موفاز إلى استعادة ريادته العسكرية، عندما كان وزيراً للدفاع ورئيساً لأركان جيش الاحتلال، فشن حملة انتقادات واسعة على القيادة العسكرية والسياسية للعدوان على لبنان.
وانتقد موفاز، في مقابلة مطولة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، الإدارة الإسرائيلية للحرب، مبينًا أنَّه «عارض الحملة البرية الواسعة».
ويذكر أنّ أولمرت صادق على العملية البرية الواسعة يوم الجمعة 11 آب، بعد الظهر، واتصل بموفاز في الساعة الخامسة وعشر دقائق، وقال له: «لقد صادقت على العملية، والقوات بدأت بالتحرك»، فسأله موفاز: «كم من الوقت يملك الجيش؟»، فردَّ عليه أولمرت: «60 ساعة. ففي يوم الاثنين صباحاً سيتوقف إطلاق النار». لم يصدق موفاز، وظن أن أولمرت يتحدث عن «مقلب أميركي».
وقال موفاز للصحيفة: «لا يمكن تنفيذ عملية تحتاج إلى عدد من الأسابيع في 60 ساعة. سألت أولمرت: ماذا ستقول لذوي الجنود الذين سيقتلون في الـ 60 ساعة؟ قال لي: سؤال جيد، لكني لا أملك إجابة حالياً».
وأشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أنَّ موفاز يسجّل الكثير من المذكرات على دفاتر خاصة. وصمّم على إجراء اللقاء في بيته ليكشف للصحافيين ما كتبه عن السياسة العسكرية الإسرائيلية عندما كان قائداً للأركان عند انسحاب الجيش من لبنان، وتحديداً في عام ألفين، عندما كان إيهود باراك رئيساً للوزراء.
ويعود موفاز إلى السابع من تشرين الأول عام ألفين، بعد أسر الجنود الثلاثة.
كان موفاز في ذلك الحين مجتمعاً مع قادة الجيش. وصل الخبر إلى مكتبه، فطلب أن «يجلس وحده قليلاً»، وكتب في مذكراته: «لقد صفعنا على وجهنا. يجب أن نرد على هذه العملية بكامل القوة».
اقترح موفاز على باراك عملية جوية وبرية واسعة ودخول الجيش إلى لبنان. وحسب مذكرات موفاز، رفض باراك الفكرة وطلب منه «عدم التصعيد… سنرد على العملية، ولكن لن ندخل لبنان».
كان باراك يريد، بحسب موفاز، أن تنفذ إسرائيل عملية اختطاف مسؤول من حزب الله. وكان قائد الحملات العسكرية في حزب الله عماد مغنية هو الهدف، لكن هذا لم يتم. ووصف موفاز باراك بأنه كان «مضغوطاً للغاية، كل ادعاءاته عن الهدوء في لبنان بعد الانسحاب تحطمت. كان واقعاً تحت امتحان القيادة».
وأشار موفاز إلى أنه في أعقاب الأسر الأول في عام ألفين، أمر المستوى السياسي بعدم الرد نتيجة المواجهات العالقة مع الفلسطينيين وأحداث تشرين الأول مع فلسطينيي 48. في اليوم نفسه، اجتمعت قيادة الجيش مع رئيس الوزراء. كانت الجلسة عبارة عن تبادل اتهامات. قادة الجيش قالوا لباراك: «نحن نفعل كل شيء من أجل منع الاختطاف، وأنتم لا تفعلون شيئاً من أجل نشر الجيش اللبناني بدلاً من حزب الله على الحدود». رد باراك: «من لا يحتمل الضغط فليستقل من الجيش».
اجتمع موفاز مع قادة الجيش لبحث سؤال: «هل سنضرب سوريا؟». أيد الجنرال غابي أشكنازي عملية ضرب سوريا. وكان قائد سلاح الجو في حينه دان حالوتس قد اقترح «تحديد أهداف وتأجيل ضربها». واقترح قائد سلاح الجو ضرب أهداف في لبنان على مدار يومين. وبهذا كان الرد الإسرائيلي.
ويشير موفاز إلى أنه أراد «انسحاباً مع اتفاق من لبنان بالتعاون مع جيش لبنان الجنوبي».
ويشير إلى أن حزب الله «بدأ يراكم قوته وجنودنا عانوا من وجود جنوده على الحدود. لقد رموا عليهم الحجارة وبصقوا عليهم وشتموهم في كل مناسبة. كان مقاتلو حزب الله ينادونني باسمي عندما كنت أزور الحدود الشمالية».
وتابع موفاز: «ممنوع أن ننهي حرباً بهذه الطريقة»، مشيراً إلى أنه «كان على الجيش أن يضرب البنى التحتية في لبنان بناءً على اقتراح حالوتس، وكان هذا سيوقف ضرب الكاتيوشا على إسرائيل»، مشيراً إلى أن «الأميركيين كانوا سيتدخلون و(رئيس الحكومة فؤاد) السنيورة كان سيخرج عن يقينه. كان علينا أن نحدد ضرباتنا». وقال، في نهاية اللقاء: «تخيلوا لو أن الحرب على لبنان انتهت بنتائج تختلف عن نتائجها اليوم. أين سيكون أولمرت اليوم؟ وأين كديما؟ وأين ستكون اليوم إسرائيل».