محمد بدير
بدا الموقف الإسرائيلي من قضية استكمال الانسحاب من لبنان مضطرباً أمس، مع تضارب التصريحات التي أطلقها كل من وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان؛ ففي حين أعلن عمير بيرتس أن جيش الاحتلال سيغادر الأراضي اللبنانية بحلول يوم غد الجمعة، مؤكداً أن "هذا ما ننوي فعله"، تراجع الجنرال دان حالوتس عن الموقف الذي أعلنه أول من أمس، والذي يتطابق في مضمونه مع تصريحات بيريتس اليوم، ليعود ويؤجل موعد الانسحاب النهائي إلى ما بعد عيد رأس السنة العبرية الذي يحل بعد غد السبت.
وقال حالوتس، للصحافيين، "كنا نأمل بشدة أن يستكمل الانسحاب بحلول الجمعة، لكن بعد اتصالات مع الأمم المتحدة والجيش اللبناني، لا تزال هناك مسائل لم تحل". أضاف "آمل أن تحل هذه المسائل خلال اليومين أو الثلاثة أيام المقبلة بعد العطلة (رأس السنة العبرية)".
وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن الجيش الإسرائيلي أتم الانسحاب من 80 في المئة من المناطق التي احتلها في لبنان خلال العدوان، مشيرة إلى أن سحب بقية القوات سيستغرق بضع ساعات منذ لحظة صدور أمر الانسحاب.
وذكرت صحيفة "هآرتس" أن عدداً من المشاكل سيبقى من دون حل بعد استكمال الانسحاب، من بينها مواصلة اختراق الطائرات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية، الأمر الذي يشكل خرقاً للقرار 1701. ووفقاً لـ«هآرتس»، فإن إسرائيل تبرر ذلك بمتابعة الاستطلاع الاستخباري لتحركات حزب الله ومحاولات تهريب الأسلحة، إلا أن الهدف المرجح من وراء استمرار هذا الأمر هو استخدامه كـ"ورقة مساومة" إسرائيلية لأجل تحريك المفاوضات حول إعادة الجنديين الأسيرين لدى المقاومة.
في سياق آخر، وردّاً على سؤال حول "مصير الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله «إذا خرج من الخندق وانضمّ إلى الاحتفال الذي يقيمه حزب الله (يوم غد الجمعة)"، قال حالوتس "لا أعلم ماذا سيكون مصيره، الأمر ليس مرتبطاً بنا (كجيش)".