strong>شغل مهرجان«الانتصار الإلهي» بال المراقبين والمحلّلين الإسرائيليين الذين دخلوا في دوّامة من التقديرات حول حضور الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، للاحتفال، وكيفية المشاركة التي سيقررها، وطبيعتها، ودلالاتها الأمنية والسياسية
مهدي السيد

قبل تأكيد حضور السيد نصر الله لمهرجان «الانتصار الإلهي»، تطرقت الصحف الإسرائيلية أمس إلى هذه المسألة ودلالاتها، ولا سيما على الحلبة الإسرائيلية. ذلك أن ظهور السيد يضع اللمسات الأخيرة والنهائية على الانتصار الكبير.
في هذا المجال، تطرقت مراسلة الشؤون العربية في «يديعوت أحرونوت»، سمدار بيري، إلى مسألة حضور نصر الله أو غيابه، متسائلة هل «سيحضر أم لن يحضر؟». وبعدما أشارت إلى التحضيرات الكبيرة التي قام بها حزب الله، قالت بيري إن ثمة «علامة سؤال واحدة لا تزال تحوم في الهواء: هل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله سيصل الى المهرجان رغم التخوف من أن تحاول اسرائيل اغتياله؟».
وبحسب بيري فإن «القرار النهائي سيتخذه عصر اليوم (الجمعة) عماد مغنية، المسؤول عن العمليات في خارج البلاد عن حزب الله، الذي أجرى تغييرات ليتسلم منصب ضابط الأمن المباشر لنصر الله. وإذا لم يصل نصر الله الى المهرجان فسيكتفي الجمهور بخطاب مسجّل يبثّ على شاشات ضخمة».
وتوقفت بيري عند توقيت المهرجان حيث رأت أنه «لم يتم اختياره صدفة». وبحسب بيري فإن «نصر الله يأمل بأن يصيب عصفورين بحجر واحد: أن يثير أعصاب الإسرائيليين في عشية رأس السنة وأن يعزف على المفاهيم الإسلامية قبل شهر الصوم في رمضان، الذي يبدأ بعد يومين».
وفي مقابل تحضيرات حزب الله للمهرجان، أشارت بيري إلى أن منظمي الاحتفال يوجهون اهتمامهم نحو «مكتب رئيس الوزراء في القدس ووزارة الدفاع في تل أبيب. فأولمرت، بيرتس وحلوتس لم يجعلوا حياة ضابط أمن نصر الله سهلة. إذ رفضوا تأكيد أو نفي ما إذا كانت إسرائيل تعتزم استغلال المهرجان لتصفية الحساب المرير معه». ونقلت بيري عن شعبة الاستخبارات الإسرائيلية تقديرها بأن «نصر الله يرغب جداً في أن يحضر المهرجان، ولكن في نهاية المطاف فإنه سيكتفي بخطاب مسجّل».
من جهتها، أشارت «معاريف» إلى المعضلة الكبيرة التي يواجهها المستويان العسكري والسياسي حيال كيفية التعامل مع إمكانية ظهور نصر الله في الاحتفال، لجهة محاولة اغتياله. وقالت «معاريف» إن ثمة «سؤالين بقيا مفتوحين قبل «مهرجان النصر» الضخم الذي يخطط له حزب الله في بيروت: الأول: هل حسن نصر الله سيظهر علناً، للمرة الأولى منذ اختطاف جنديي الجيش الإسرائيلي في 12 تموز؟ والسؤال الثاني الناتج منه: هل تصفّيه إسرائيل إذا ظهر؟».
وبحسب «معاريف»، فإنهم «في الجيش الإسرائيلي يفترضون بأنه في الآونة الأخيرة تجرى في حزب الله تقويمات متواصلة بالنسبة لإمكانية أن تجسد إسرائيل تهديدها فتمسّ بنصر الله. يبدو أن زعيم حزب الله يترك قراره للحظة الأخيرة. ففي قيادة الحزب، يذكرون تصريحات رئيس الوزراء ايهود أولمرت بأن نصر الله سيبقى مطارداً حتى نهاية أيامه».
وأضافت «معاريف» أنه «بالنسبة لمسألة: هل تنبغي تصفيته؟ توجد معضلة في الجيش الإسرائيلي. قلة في أوساط كبار المؤسسة الأمنية يعتقدون بأنه يجب بذل جهود للمسّ به، ولكن يبدو أنهم في الجيش الإسرائيلي، وكذلك في القيادة السياسية، يسلّمون بالأمر الواقع وهم واعون لحقيقة أنه لن يكون ممكناً المسّ بنصر الله اليوم، في ضوء حقيقة أنه سيكون محاطاً على نحو شبه مؤكد بجموع الناس. ونقلت «معاريف» عن مصدر أمني رفيع المستوى قوله إن «الاحتمالات في أن يهاجم الجيش الإسرائيلي نصر الله في أثناء مهرجان النصر لحزب الله في بيروت طفيفة، ليس لدينا نية الدخول مرة أخرى في حرب في لبنان. ومع ذلك، فإن هذا لا يعني أننا تخلّينا عن نصر الله. فهو لا يزال يتعيّن عليه التصرف كإنسان مطارد».
وحول الخيار الذي سيتخذه نصر الله إزاء كيفية المشاركة في المهرجان، قالت الصحيفة إنه «بحسب التقديرات في إسرائيل، فإن نصر الله كفيل بأن يختار طريقاً وسطاً: وجهه سيظهر ولكن بشكل غير علني كي لا يتعرض لاحتمال الاغتيال. وبحسب هذا السيناريو، فإن نصر الله سيظهر في بثّ تلفزيوني في مكان خفيّ، أو يسجلّ خطاباً مسبقاً يبثّ في المهرجان». ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني رفيع المستوى قوله «إن مصلحة نصر الله هي الظهور، والإظهار لإسرائيل بأنه لا يخاف، ولكنه يعرف بأن إسرائيل مهتمة جداً بظهوره. ولهذا فقد أطلقوا في الآونة الأخيرة تهديدات بأن رد فعلهم في حالة إصابة نصر الله ستكون فتح بوابات جهنم، بل وإحراق ديمونا».
وتتفق «معاريف» مع ما أوردته «يديعوت» لجهة القول إن نصر الله «يميل إلى العمل في هذا الشأن وفقاً لمشورة رجل استخباراته وعملياته، عماد مغنية».