أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» امس بأن المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية ميني مزوز سيقدّم، على ما يبدو، لائحة اتهام ضد النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي عزمي بشارة، بسبب «زياراته المتكررة لدول أعداء من دون الحصول على تصريح».وبحسب «يديعوت أحرونوت»، فإن المستشار القضائي كان قد حذّر بشارة مرات عديدة في السابق، قبل سفره، بوجوب الحصول على تصريح من وزارة الداخلية، وفقاً للقانون الذي يتصل بـ«زيارة دولة عدو».
وأضافت الصحيفة أن بشارة كان قد زار لبنان في كانون الأول 2005، من دون تصريح، وفي حينه اكتفى المستشار القضائي بتوجيه تحذير. إلا انه قرر قبل أسبوعين فتح تحقيق ضد نواب «التجمع الوطني الديموقراطي» عزمي بشارة وجمال زحالقة وواصل طه، بعد زيارتهم سوريا من دون
تصريح.
ووجَّه مساعد المستشار القضائي المحامي نيزري رسالة إلى الشرطة، تشير إلى أن قانون «منع التسلل» يمنع الخروج من إسرائيل إلى عدد من الدول التي يصنفها القانون الإسرائيلي «دولاً أعداء»، وأن «الذي يزور سوريا، بطريقة غير قانونية، مُُعرَّض لعقوبة سجن تصل مدتها إلى 4 سنوات». وأضاف نيزري، في رسالته «أُبلغنا من وزارة الداخلية بأن سفر نواب التجمع الثلاثة إلى سوريا لم ترخّص من الوزارة، كما يقتضي القانون». وأشار إلى أنه كان قد أجري تحقيق مع النائب بشارة قبل نصف عام، في شأن زيارته لبنان، بعدما وُجّه إليه إنذار بسبب زيارة سابقة.
كما ذكرت الصحيفة أن مزوز قال في مقابلة مع القناة العاشرة الإسرائيلية: «صحيح هناك عقبات تحول دون الانخراط في مسائل ترتبط بحرية التعبير عن الرأي، ورغم ميلنا إلى عدم تفعيل القانون الجنائي في الملفات السياسية، إلا أن السفر إلى دولة عدو ممنوع»، موضحاً أن «جهاز فرض سلطة القانون لا يمكن أن يتساهل في هذا الشأن».
وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن وحدة التحقيق في الجرائم الدولية كانت قد أجرت تحقيقاً مع جميع نواب «التجمع» في بيتاح تكفا قرب تل أبيب الأسبوع الماضي.
وكان النائب بشارة قد قال، لموقع «عـــرب 48» إن هذا التحقيق، بغضّ النظر عن دوافعه، يعدّ «ملاحقة سياسية واستخداماً للأدوات القانونية في الصراع السياسي، لمنع ممثلي الجمهور العربي من تأدية دورهم بموجب قناعاتهم السياسية». وأوضح أن «هذه الملاحقة السياسية تأتي لمنع التواصل على أساس قومي مع الدول العربية، وخاصة سوريا ولبنان».
وأشار بشارة الى أن «التضامن مع سوريا ولبنان هو موقف سياسي ديموقراطي وموقف قومي. وقد عبّرنا عنه في كل مكان، بما في ذلك الإعلام الإسرائيلي».
(عرب 48)