محمد بدير
حالوتس يتوعد بإطلاق النار على المتظاهرين عند الحدود اللبنانية
وجد رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، نفسه أمس في مواجهة جزء كبير من وزرائه مدافعاً عن الإنجازات التي حققها العدوان على لبنان في مقابل حملة من التشكيك قادها وزير المواصلات شاؤول موفاز.
وفيما أكد أولمرت، في معرض مرافعته، أنه لا يبالي بالمتظاهرين اللبنانيين على الحدود ما داموا لا يحملون سلاحاً، أوضح قائد أركانه دان حالوتس أن الأوامر صدرت لجنود الجيش بالرد في المرة المقبلة على أية تظاهرة بمحاذاة الحدود، بدءاً من إطلاق النار في الهواء، وانتهاءً باستهداف المتظاهرين أنفسهم.
وفي جلسة وصفت بأنها من الأكثر توتراً، للحكومة الإسرائيلية، اندلع اشتباك كلامي بين أولمرت وموفاز على خلفية توجيه الأخير نقداً لاذعاً لادعاءت أولمرت عن إنجازات الحرب وفاعلية القرار 1701. ورأى موفاز أن حزب الله عاد إلى جنوب لبنان، في ظل عدم قدرة القوات الدولية أو الجيش اللبناني على منع ناشطيه من التسلح من جديد. وشدد موفاز، الذي شاركه في اعتراضاته الوزيران جدعون عزرا وزئيف بويم، على ضرورة «تجريد حزب الله من سلاحه»، معتبراً أن «من غير المعقول أن يتجول أفراد المنظمة بمحاذاة السياج الحدودي ويرموا الجنود الإسرائيليين بالحجارة».
وحذر موفاز، الذي كان الممتنع الوحيد بين وزراء الحكومة عن التصويت على إقرار قرار وقف العمليات الحربية عشية نهاية العدوان، من أن الوضع الذي ساد في لبنان قبل الحرب قد يتكرر إذا لم تُجرّد المقاومة من سلاحها. وقال، غامزاً من قناة تصريحات لأولمرت رأى فيها أن حزب الله أصبح منبوذاً ومحاصراً في الداخل اللبناني، «أنا لا أرى حزب الله يتهاوى في لبنان».
وأثارت أقوال موفاز غضب أولمرت، الذي رد بعصبية بادية محاولاً شرح إنجازات الحرب، فأكد أن الحكومة الإسرائيلية ستصر على تطبيق القرار 1701 وستراقب هذا الامر، وأن الوضع «مقارنة بالماضي أفضل اليوم». وقال، رافضاً الانتقادات، «لا أذكر أن أحداً من الوزراء قال إن نهاية الحرب ستكون بطريقة أخرى تختلف عن انتشار الجيش اللبناني في الجنوب. قد يكون هناك من اعتقد أن جنود الجيش اللبناني سيشرعون في البحث عن مقاتلي حزب الله ومقاتلتهم، إلا أن الخلاصة هي أنه ليس في جنوب لبنان اليوم أحد مسلح سوى الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل». وأضاف متسائلاً «هل هذا لا شيء؟ هل هذا ما كان يحلم به نصر الله؟... كنت أرغب في أن تدخل القوات الدولية إلى كل زاوية وبيت وتبحث عن السلاح. لم يعتقد أحد أن حزب الله سيتحول بعد الحرب إلى مجموعة من أحباء صهيون». ورداً على الانتقادات المتعلقة بتظاهر لبنانيين مؤيدين لحزب الله بمحاذاة السياج، قال أولمرت «نعم، ثمة متظاهرون يرتدون قمصاناً صفراء، وبالنسبة إلي، ما داموا لا يحملون سلاحاً، بإمكانهم أن يرتدوا قمصاناً صفراء تابعة لفريق بيتار أورشليم (الإسرائيلي)».
وفي السياق، قدم رئيس الأركان دان حالوتس، عرضاً لآخر المجريات على الجبهة اللبنانية، فأشار إلى أنه خلافاً للتقديرات السائدة، فإن المفاوضات في شأن انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان لم تنتهِ. وقال «لقد أجلنا نقل المناطق (الموجودة تحت الاحتلال) حتى إنجاز اتفاق... ويمكن أن ينتهي ذلك خلال يوم أو يومين». وشدد حالوتس على أن الجيش الإسرائيلي أوضح للجيش اللبناني أن أي استخدام لوسائل قتالية في هذه المنطقة، بما في ذلك وسائل استخبارية، سيشكل خرقاً لقرار وقف إطلاق النار، موضحاً «لقد أوصلنا رسائل بأننا سنتحرك ضد أي سلوك يشتبه في أنه إرهاب».
وتطرق حالوتس إلى التظاهرات التي حصلت على السياج، فأكد أن «الجيش الإسرائيلي أوضح لليونيفيل وللبنانيين أنه سيرد في المرة المقبلة مستخدماً أساليب تفريق التظاهرات العنيفة... بدءاً من إطلاق النار في الهواء ومن ثم نحو الأرجل وصولاً إلى استهداف المتظاهرين مباشرة في حال وجود خطر على الجنود الإسرائيليين».
وفي ما يتعلق بقضية الخروق الجوية الإسرائيلية للأجواء اللبنانية، أشار حالوتس إلى أن الأمر لم يُتفق عليه بعد مع الجانبين اللبناني والدولي. وكان لسوريا حصتها في تقرير حالوتس، الذي رأى أن «السوريين يواصلون سياسة محاولة تمييع قرار وقف النار الذي أنجز، ومن مصلحتهم خلق لا استقرار في لبنان... انطلاقاً من دعمهم لحزب الله».
وفي الموضوع السوري، وجه أولمرت توبيخاً لوزير التربية يولي تامير، وبشكل غير مباشر لوزير الدفاع عمير بيرتس، بسبب تصريحاتهما المؤيدة، أو غير المستبعدة، لإجراء مفاوضات مع سوريا. وقال أولمرت إن «الحكومة لديها سياسة واحدة في ما يتعلق بالموضوع السوري، وليس هناك مفاوضات مع سوريا. ومن لا يناسبه ذلك، فهو غير ملزم البقاء في الحكومة. لا نية لديّ لإدارة نقاش عن سوريا عبر وسائل الإعلام».
وتحدثت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، خلال الجلسة، عن زيارتها الأخيرة إلى الولايات المتحدة، وأشارت إلى أنها التقت مع 30 وزير خارجية، من بينهم عشرة عرب.