علي حيدرتباهى رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، أمس بأنه الجهة التي تعطي الإذن بالهبوط أو الإقلاع من بيروت، معتبراً ذلك دليلاً على أن الوضع قد تغير فيما طالبت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني بإصدار قرار من مجلس الأمن يمنع حزب الله من التزود مجدداً بالسلاح من إيران.
في هذا الوقت، رأى وزير الدفاع الإسرائيلي أن خروج الجيش الإسرائيلي من لبنان سيجري فقط بعد بلورة "قواعد لعبة" جديدة وتعليمات بفتح النار. وقال بيرتس، الذي أجرى نقاشاً استراتيجياً مع رئيس الأركان دان حالوتس وقادة الجيش حول موضوع مفهوم عمليات الجيش الإسرائيلي، إن «الحصار البحري والجوي على لبنان سيتواصل وإن الجيش سيكون مخولاً فتح النار باتجاه رجال حزب الله عند الحاجة».
وقال أولمرت، خلال جولة في الشمال، مقارناً بين وضعه كرئيس حكومة قادر على التجول أينما يشاء فيما الأمين العام لحزب الله ملاحق ومختبئ : "أنا أقوم بجولات في الشمال (إسرائيل) في حين أن نصر الله لم يخرج بعد من ملجئه المحصن"، مضيفاً "إن شخصاً يختبئ في ملجأ محصن لا يمكنه الادعاء بأنه انتصر".
أضاف أولمرت «أنا لم أتأثر به لا عندما استهزأ بنا ولا في خطاب الندم» عندما قال نصر الله إنه لو كان يعلم بأن إسرائيل ستقوم بما قامت به في أعقاب عملية الأسر لما أقدم على ذلك، مشدداً على أنه "بعد أسبوعين من الحرب، أنا أصادق على من يقلع أو يهبط في بيروت، وهذا يظهر لكم أن شيئاً ما حدث هنا".
وفي ما يتعلق بالاتهامات السياسية والشعبية بفشل الحكومة في التعامل مع الجبهة الخلفية خلال فترة الحرب، قال أولمرت "أنا لا أفهم هستيريا أن الشمال أُهمل. نحن مشغولون بجلد الذات. لا حاجة إلى ذلك". أضاف "هناك أشخاص يرسمون صورة كما لو أننا تسرعنا في قرار الخروج إلى الحرب، وفي الأهداف التي وضعناها، لكن كل شيء موثّق مسجّل ومكتوب. نحن قلنا إننا سنعالج حزب الله بما يتلاءم مع الظروف".
وتابع أولمرت "لم نرد الحرب ولم نخطط لها، لكن عندما أتت لم نتهرب من مواجهتها، يمكننا أن نقول لماذا كل هذه المواجهة. تعالوا لنعيش في الوهم ونقول إن كل شيء جيد.
لكننا بعد أربع أو خمس سنوات كنا سنجد أنفسنا أمام واقع آخر. لم نستطع التسليم بالتهديدات التي كشفتها الحرب في الشمال، كان من الممكن أن تكون في المستقبل تدميرية أكثر بالنسبة إلى الدولة كلها".
ورأى أولمرت أن النقطة المركزية هي إعادة الأمور الى المكان الذي كانت عليه في 12 تموز. مجدداً تعهده بتحويل الشمال الى "جنة عدن مزدهرة".
في هذا السياق، دعت ليفني مجلس الأمن الى إصدار قرار جديد يمنع حزب الله من التزوّد مجدداً بالسلاح من إيران لأن طهران «لا تحتاج الى أكثر من يوم واحد لإعادة تسليحه". ورأت ليفني، من الدنمارك، أنه من الضروري مراقبة الحدود اللبنانية السورية من قبل قوات دولية لأن «الجيش اللبناني لا يستطيع وحده مراقبة الحدود مع سوريا ومنع تهريب السلاح".
إلى ذلك، واصل رئيس لجنة الخارجية والأمن، تساحي هنغبي، وقوفه الى جانب أولمرت، فبعد تأجيله موعد جلسة مثول رئيس الحكومة أمام اللجنة للإجابة عن أسئلتها حول الحرب، رفض هنغبي طلباً، تقدم به معظم أعضائها، يدعو إلى التباحث حول قرار رئيس الوزراء عدم تأليف لجنة تحقيق رسمية في إخفاقات الحرب.