بعد مرور أشهر على اعتكافه عن الخطب السياسية، خرج المرجع الديني الأعلى في العراق علي السيستاني عن صمته، أمس، معرباً عن أسفه للأوضاع في البلاد، ومحذراً «جميع الأطراف من الاستمرار على النهج الحالي في التعاطي مع قضايا البلد وأزماته الكثيرة».وقال مصدر مسؤول في مكتب السيستاني في النجف، في بيان نشر على موقعه الإلكتروني، إن «الأنباء التي تداولها عدد من المواقع الإخبارية، في الأيام الأخيرة، ونسبت فيها إلى المرجعية الدينية العليا مواقف سياسية وترشيحات لمواقع حكومية ولقاءات مع بعض السياسيين، عارية من الصحة جملة وتفصيلاً».
وأضاف أن المرجعية الدينية العليا «تراقب الأحداث عن كثب وتتابعها بدقة، وهي تشعر بالأسى والأسف لما آلت إليه أمور البلد على أيدي من كان يفترض بهم أن يعملوا في خدمة مواطنيه ويسعوا لإسعادهم ويوفروا لهم متطلبات الحياة الكريمة، ولكنهم انصرفوا إلى مصالح أخرى وتشاغلوا بالمماحكات والمزايدات السياسية وتسببوا في مزيد معاناة الناس».
وتابع المصدر أن «المرجعية تجدّد تحذيرها لجميع الأطراف من الاستمرار على النهج الحالي في التعاطي مع قضايا البلد وأزماته الكثيرة، وتدعوهم إلى التفكير ملياً في مستقبل شعبهم واتخاذ خطوات جادة وملموسة للخروج من الوضع الراهن إلى مستقبل أفضل».
وكان قد سبق تصريح السيستاني، هجوم شديد شنّه زعيم المجلس الأعلى عمار الحكيم على الإجراءات التي قام بها رئيس الحكومة حيدر العبادي، والنواب المعتصمون في البرلمان، وما تلاها من أحداث، لافتاً إلى تشكيل تحالف سياسي قال إنه «عابر للطائفية والقومية».
وحذّر الحكيم من من التجاوز على شرعية الدولة ومجلس النواب. وقال إن «هناك حملة شبه منظمة لكسر هيبة مجلس النواب والتجاوز على شرعيته، وهو أمر مرفوض من قبلنا وسنواجهه مع شعبنا بقوة وثبات». وأضاف أن «مجلس النواب هو بيت الشعب ولن نسمح بأن تختطفه جماعة أو مجموعة تحت أي عنوان أو حجة أو مبرر، سواء كانوا برلمانيين معتصمين أو متظاهرين منفلتين».
وتطرق الحكيم إلى إجراءات العبادي لإصلاح الحكومة، وقال إن اختزال الإصلاح بتغيير وزاري «كذبة كبيرة». واعتبر أن الإصلاح أصبح شعاراً يستغلّه حتى الفاسدون، مشيراً إلى أن «على البرلمانيين الذين يريدون الإصلاح فتح ملفات الفساد، لا الصراخ، ورمي قناني الماء، وتكسير المكاتب». وكشف الحكيم عن سعي تياره مع قوى سياسية لتشكيل ائتلاف، قال إنه «وطني عابر للطائفية والقومية».
(الأخبار)