يتوجه رئيس الحكومة العراقي، حيدر العبادي، غداً إلى إيران للقاء المسؤولين الإيرانيين وبحث آخر المستجدات في العراق والمنطقة. وتكتسب زيارة العبادي الثانية لإيران منذ تعيينه أهميةً، إذ إنها تأتي بعد حضوره مؤتمر وزراء خارجية دول التحالف الدولي لمحاربة «داعش» ولقائه الرئيس الأميركي باراك أوباما على هامش قمة الدول السبع، وفي ظل تصاعد الحديث الأميركي عن تسليح واشنطن لـ«العشائر السنية».وقال المتحدث باسم مكتب العبادي، سعد الحديثي، إن العبادي سيتوجه الأربعاء إلى إيران «لبحث تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وتعزيز التعاون المشترك بينهما». وأضاف إن «العبادي سيناقش أيضاً الجهود الكفيلة بمكافحة الإرهاب ودور إيران في دعم العراق بمواجهة التحديات الأمنية».

وكان العبادي قد أكد في وقت سابق أمس، أن العراق «يصد الشر» عن دول الخليج والمنطقة والعالم ويقدم الكثير من التضحيات يومياً دفاعاً عن الوطن والإنسانية، مشيراً إلى أن جيوش المنطقة «لن تستطيع» الصمود أمام تنظيم «داعش» كونه منظمة إرهابية تسيطر على مساحات واسعة وليست جيشاً نظامياً».
واشنطن ستركّز على
الرمادي في القتال ضد
«داعش»... وستدرّب مقاتلين
من عشائر الأنبار
ودعا العبادي، خلال المؤتمر الدولي الذي عقد في بغداد للحد من تجنيد تنظيم «داعش» للأطفال، دول الجوار إلى «نسيان الماضي ومواجهة خطر التنظيم وفكره الذي دمر سوريا ومن ثم عبر إلى العراق»، مشدداً على أن «التنظيم يمثل خطراً حقيقياً على دول الجوار والمجتمع الإسلامي وليس الشيعة فقط».
ولفت إلى أن «داعش ليس مشكلة عراقية، وإن أعداد المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم تفوق بكثير أعداد العراقيين فيه، برغم وجود العديد من البعثيين في قيادات التنظيم»، مبيناً أن «تلك القيادات نشأت في سوريا، وهناك أكثر من 40 انتحارياً يدخلون العراق شهرياً من دول الجوار، ومعظم عناصر داعش في بيجي هم من الأجانب».
وشدد العبادي على ضرورة «مواجهة الأفكار المتطرفة لتنظيم (داعش) ومن يساندهم ويمكنهم من شبكات التواصل الاجتماعي والإعلام والمنصات ويجند المقاتلين لهم»، مؤكداً أن «قدوم مقاتلين أجانب إلى العراق يعني وجود خلل في دول الجوار وفي مناهج التربية والتفكير ووجود تحشيد إعلامي وتربوي غير صحيح». وعدّ رئيس الحكومة العراقي تجنيد الأطفال من قبل «داعش» ظاهرة «غير جديدة»، وأكد أن حزب البعث المنحل سبق التنظيم بها. وفيما أشار إلى أن «داعش» يجند الأطفال في أكثر من 100 دولة، دعا الأمم المتحدة إلى اعتبار تجنيد الأطفال «جريمة ضد الإنسانية».
من جهة أخرى، دعا العبادي خلال استقباله مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية جيمس كلابر، إلى «تعزيز الجهد الاستخباري» ضد تنظيم «داعش».
وشدد العبادي بحسب بيان مكتبه الإعلامي على «ضرورة تعزيز الجهد الاستخباري العالمي والتنسيق الدولي للحد من انتشار الإرهاب وتسلله إلى العراق وبقية الدول لما له من تأثير خطير على الأمن القومي لجميع البلدان».
ونقل البيان عن المسؤول الأميركي دعم بلاده للعراق «والعمل الجدي لمساعدته في الجانب الاستخباري».
في غضون ذلك، أكد مستشار الرئيس الأميركي لدى العراق، بريت ماكورك، أمس، أن المزيد من مقاتلي «العشائر السنية» سينضمون للقتال ضد «داعش» بعد تلقي المساعدة من القوات الأميركية.
ورأى مستشار أوباما لشؤون الحملة الأميركية ضد «داعش» في حديث إلى فضائية «NBC News» الأميركية، أنه «كلما وجهنا النصائح والمساعدة للقوات العراقية ومقاتلي العشائر والقوات الكردية، فإن النتائج تكون فعالة ومؤثرة جداً ضد مسلحي داعش»، مشيراً إلى أن «العدو الحالي لأميركا في العراق حالياً أكثر قسوة من القاعدة التي كانت موجودة في عهد الرئيس (جورج) بوش» .
وأضاف مكورك إن «تنظيم داعش أكثر قوة وحدة في أي مجال من المجالات، عن سلفه تنظيم القاعدة في العراق»، مبيناً أن «داعش أفضل من القاعدة على صعيدي الإدارة والتسليح، كما أن مقاتليه أكثر خبرة من نظرائهم في القاعدة».
وأوضح المستشار أن «الإدارة الأميركية ستركز خلال المرحلة المقبلة من القتال ضد داعش على الرمادي، مركز محافظة الأنبار».
(الأخبار)