يطوي العراق اليوم صفحة دامية من تاريخه السياسي المعاصر، بإجرائه انتخابات برلمانية عامة هي الأولى منذ هزيمة «داعش». أحزاب وائتلافات وقوائم متعدّدة تتنافس في ما بينها، في ظل تقديرات غير حاسمة تتقاطع جميعها عند تصدر تحالفات «النصر» و«دولة القانون» و«الفتح» دونما فوارق كبيرة. وفي غياب استطلاعات «شافية»، تترقّب معظم الأطراف الداخلية والخارجية، بقلق، ما ستؤول إليه نتيجة الانتخابات التي ستنبني عليها هوية رئيس الوزراء المقبل، مع ما يعنيه الأمر من سياسات عامة واستراتيجية لفترة غير قصيرة من الزمن. وفيما ستحاول الولايات المتحدة الحفاظ على ما تعتقد أنه «توازن» يمنع دخول العراق بالمطلق في «الفلك الإيراني»، يستشعر الطرف المقابِل (إيران وحلفاؤها «الموثوقون») قدرة أكبر على المناورة مما كان لديه عام 2014، حين أجمع الداخل والخارج على إقصاء نوري المالكي، من دون أن يعني ذلك أن طهران لن تجد نفسها حتماً أمام الخيار نفسه: حيدر العبادي