بحلول مساء أمس، سيطرت وحدات من الجيش السوري على «دوّار البريج»، المتاخم للمدينة الصناعية في الشيخ نجار، التي أحكم الجيش إغلاق بوابتها الرئيسية. يأتي ذلك وسط مؤشرات على شنّ الجيش عملية برية ليلية، تمهّد للسيطرة على المدينة الصناعية. فيما شنّ مسلحو «جبهة النصرة» هجوماً مضاداً في محاولة لاستعادة السيطرة على الدوار الاستراتيجي.
وتتواصل المعارك وسط تأكيد مصادر الطرفين أنّ الصباح سيحمل حسماً لمصلحته. وعلى صعيد متصل، استهدف سلاح الجو تجمعات المسلحين في محيط سجن حلب المركزي، تمهيداً لعملية تهدف إلى فك الحصار عنه بالكامل، بعد أن باتت المسافة التي تفصل وحدات الجيش والقوات الحليفة عن أسوار السجن أقل من كيلومتر واحد.
وتزامناً مع عودة المعارك إلى جبهة المدينة الصناعية، تراجعت حدة المعارك على جبهة مبنى المخابرات الجوية في الزهراء. وكان يوم أمس قد شهد تكثيفاً لاستخدام الجيش لطائراته الحربية في محافظة حلب، مستهدفاً «سيارة وآليات مدرعة مزودة برشاشات متوسطة وثقيلة في المدينة وريفها». وقال مصدر عسكري لـ«الأخبار» إن «حصيلة السيارات والآليات التي دُمِّرت خلال أربع وعشرين ساعة تجاوزت الخمسين».
وشعر بعض سكان المدينة بهزة أرضية خفيفة تبيّن أنها ناتجة من تفجير نفق يربط بين شارع جمال عبد الناصر في الكلاسة بمنطقة باب أنطاكية قرب فرع المرور. وذكر مصدر عسكري لـ«الأخبار» أن وحدة من الجيش فجرت نفقاً بمن فيه من المسلحين بالقرب من باب أنطاكية.
بدء تنفيذ العديد من بنود التسوية في الزبداني في ريف دمشق

في موازاة ذلك، اتسعت دائرة المواجهات في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، لتتمدّد على كل المحاور المحاذية لأطراف العاصمة. ويسعى الجيش إلى تثبيت سيطرته على المحاور التي أحرز تقدماً فيها في حي جوبر. قوات المسلّحين توزّعت على جبهتي جوبر والمليحة، بعدما كانت كلّها ترابط في المليحة. وقال مصدر عسكري رسمي لـ«الأخبار» إن «توسيع دائرة المواجهة البرية مع المسلّحين من شأنه أن يضاعف عملية استنزاف قواهم المادية والبشرية، فضلاً عن تشتيتهم على مساحات شاسعة، الأمر الذي يمهّد لاختراق الغوطة الشرقية من أكثر من محور».
وفي سياق مختلف، علمت «الأخبار» من مصادر مطلعة أن اشتباكاً دار قبل بضعة أيام بين مسلّحين من بلدة مسرابا، في عمق الغوطة الشرقية، من جهة، ومسلّحي «جيش الإسلام» من جهة أخرى، في منطقة قريبة من دوما. وأدى الاشتباك إلى مقتل اثنين من مسلّحي البلدة. وقالت المصادر إن سبب الاشتباك كان «خروج وفد من أهالي مسرابا، برفقة عشرات المسلّحين فيها، إلى دوما لمطالبة زعماء «جيش الإسلام» بالموافقة على عقد تسوية مع الجيش في بلدتهم وعدم إفشالها إذا تمّت». إلا أن مسلّحي «جيش الإسلام» أطلقوا النار على الوفد، ليتطور الأمر إلى مواجهة.

تسوية الزبداني

على صعيد آخر، تتواصل الجهود لإنجاح التسوية في بلدة الزبداني (شمالي غربي دمشق). مصادر من البلدة قالت لـ«الأخبار» إن الاتفاق على بنود التسوية تمّ، وبدأ بتنفيذ العديد منها، فقد بلغ عدد المسلّحين الذين تقدموا لتسوية أوضاعهم في البلدة أكثر من 400، فيما سلّم «الجيش الحر» أسلحة ثقيلة للجيش السوري. ويوم أمس جرت اتصالات للبحث في إعلان نجاح التسوية، بين عدّة أطراف، هي لجنة المصالحة داخل الزبداني، ولجنة المصالحة خارجها، إضافة إلى وزارة المصالحة الوطنية والجيش. ومن المتوقع أن يُعلَن انتهاء تنفيذ الخطوات الأولية للتسوية خلال اليومين المقبلين. ويقول قيادي في «الجيش الحر» لـ«الأخبار» إن «كل المسلّحين وافقوا على التسوية، باستثناء مجموعة صغيرة غير مؤثرة تتبع لجبهة النصرة. طلبنا منها الخروج من الزبداني، وستخرج خلال أيام». إلا أن مصادر رسمية قالت إن الجيش لن يرضى بتسوية لا يسلم بموجبها مقاتلو المعارضة أسلحتهم.

صواريخ على اللاذقية

في غضون ذلك، تستمر المعارك في ريف اللاذقية، وبدأت قوات الجيش عملية عسكرية في قرية النبعين جنوب بلدة كسب الحدودية، بالتزامن مع استهداف مدفعية الجيش مواقع تمركز المسلحين في منطقة عين الدلبة ضمن الريف الشمالي كذلك تتواصل الاشتباكات ضمن أراضي قرية السمرا الحدودية. مستودعات الذخيرة في قرية ربيعة الخارجة عن سيطرة الدولة، كانت هدف سلاح الجو، إضافة إلى استهداف تجمعات المسلحين في كسب. وتحدّثت وكالة «سانا» عن مقتل 39 مسلحاً معظمهم من جنسيات غير سورية في عين الدلبة. وبحسب الوكالة من بين القتلى اللبناني عبد الله الكاتبي ومحمود عارف وماهر رضوان وصبري المجبور. وفي إطار ما سمته صفحات المعارضة إصابات دقيقة حققها مسلحو «الجيش الحر» في مقر «القوى البحرية» و«الدفاع الوطني»، سقط صاروخا «غراد» على منطقة بساتين الريحان الشعبية، الواقعة شرق مدينة اللاذقية، من دون تحقيق إصابات.