ألقت «جبهة النصرة» القبض على أحمد فهد النعمة (أبو جاسم)، الرئيس السابق لـ«المجلس العسكري لمحافظة درعا»، و«قائد جبهة ثوار جنوب سوريا». واعتُقل مع النعمة ثمانية من قادة «الجيش الحر»، من بينهم: خالد الرفاعي، موثق العتلي، أيسر الخطبة، موسى الأحمد المسلمي (قائد فوج الفرسان الأول في درعا البلد) وخالد الرفاعي (الملقب بالوحش) قائد «كتيبة حمد آل ثاني في الغارية».
ولا يُمكن فهم الحادثة إلا عبر تشريحها سعوديّاً. فالمُعتقل والجهة التي اعتقلته كانا حتى وقت قريب يدوران في الفلك السعودي ذاته.
وربما كان اعتقال النعمة مقدمةً لطلاق جزئي بين «النصرة» والسعوديين. وينحصر هذا الطلاق في الجبهة الجنوبيّة. إذ يكاد نسيج «النصرة» هناك يختلف عن نسيجها في الشمال السوري.
كما يبدو غيابها عن تلك الجبهة ضروريّاً لاستجلاب دعم دولي مُعلن وغير محدود للمجموعات المسلحة في الجنوب، بعد «تنقيتها» من العنصر «الجهادي»، وبتعاون وتنسيق مع الأردنيين الذين عملوا في وقت سابق على فتح جسر جوي بين الأردن وتركيا لنقل «الجهاديين» الشيشان لهذه الغاية.
كلّف النعمة
بوضع خطة لإيقاف تقدم الكتائب الإسلامية في حوران
وتؤكد المعطيات المتوافرة أن اعتقال النعمة جاء على خلفيّة تكليفه بوضع خطة عسكرية لإيقاف تقدم الكتائب الإسلامية في حوران.
وقد وُضعت تحت تصرفه إمكانات عسكرية ضخمة لهذه الغاية. وأكد مصدر معارض لـ«الأخبار» أنّ «النعمة كان قد اجتمع أخيراً بعدد من قادة المجموعات المسلحة المنضوية تحت لواء جبهة ثوار جنوب سوريا للاتفاق على الساعة الصفر لبدء تنفيذ خطّته المدعومة من قبل معظم اللاعبين الإقليميين».
لكنّ مصدراً «جهاديّاً» أكّد أن «النعمة مطلوب لمحكمة شرعيّة، وهذا أهم أسباب اعتقاله. لكنّ آل سلول (المقصود آل سعود) يحاولون استغلال الاعتقال لإشعال الفتنة بين الثوّار، وشنّ حرب ضدّ جبهة النصرة». وكانت «النصرة» قد أصدرت بياناً، يوم الجمعة، حذرت فيه «كل الفصائل والكتائب التي أعلنت الولاء للمجرم الخائن (...) أحمد فهد النعمة أو جبهته المزعومة» من أنها ستخضع للمحاسبة والمطاردة من قبل «أسود جبهة النصرة نتيجة لهذا الفعل».
ولفت المصدر إلى أن قناة «العربيّة» «أوردت أنباء كاذبة عن حدوث اشتباكات بين الطرفين، وهذا أمر عار من الصحّة». وأوردت القناة أخباراً مفادها أن «مقاتلي المعارضة أعلنوا فتح معركة في درعا ضد مقاتلي النصرة للمرة الأولى»، بعدما حاول «الجيش الحر تفاديها على مدى الأشهر الماضية».
وفي مقابل الأنباء التي تحدثت عن نشوب معارك في درعا، تحدّثت مصادر عشائريّة معارضة عن «جهود قادها الشيخ ناصر الحريري (عضو مجلس الشعب المنشق) أفضت إلى عقد تسوية لدرء
الفتنة».
ووفقاً للمصادر، فإن التسوية تقضي بـ«إفراج النصرة عن النعمة والمعتقلين معه، مقابل توقيع عدد من ضباط الجيش الحر على تعهد بأن تتم محاسبة أحمد النعمة عن طريق هيئة الأركان».

النعمة والتدريب في الأردن

يتمتع النعمة بسمعة سيئة في درعا. وتتهمه مجموعات عدة بـ«الفساد والسرقة وتسليم الجبهات للنظام»، إضافة إلى اتهامه من قبل جهات معارضة بالضلوع في تصفية عدد من قادة المجموعات. رغم ذلك، تؤكد مصادر متقاطعة أنه كان المُعتمد الحصري لاختيار المسلحين السوريين الذين يتم تدريبهم في الأردن.
وفي شباط الماضي، نقل الموقع الإلكتروني لقناة «الجزيرة» القطرية عن «القيادي في إحدى كتائب الجيش الحر في درعا» علي الرفاعي، قوله إن «المجالس العسكرية التي يترأسها أحمد فهد النعمة هي الجهة الوحيدة المخولة بترشيح المقاتلين لحضور دورات يخضعون فيها لتدريبات مكثفة ومتنوعة، ومن بينها تدريبات على أسلحة مضادة للطيران والصواريخ المحمولة على الكتف المضادة للدبابات».