وكانت وكالة الاستخبارات الوطنية التركية، أعلنت، قبل أيّام، تفكيك «شبكة تجسُّس إسرائيلية» تابعة لـ«الموساد»، مكوّنة من 15 شخصاً، منظَّمين في خلايا مؤلّفة من ثلاثة أشخاص تنشط في أعمال التجسُّس. وعملية التعقُّب السريّة التي أُطلق عليها اسم «نجم»، تواصلت على مدى عام كامل، لتكشف تركيا، في خلالها، كلّ الأسرار المتعلّقة بالشبكة التي كانت تهدف إلى جمْع معلومات عن أشخاص من مواطني الدولة التركية، أو الطلبة الفلسطينيين، ولا سيما أولئك الذين يدرسون في مجال الصناعات الدفاعية، بحسب صحيفة «صباح». وكانت هذه الخلايا تلتقي بمسؤولي «الموساد» خارج الأراضي التركية (كرواتيا، رومانيا، سويسرا وكينيا)، وترسل المعلومات من خلال ملفّات مشفّرة، فيما تتلقّى الأموال عبر سبل شتّى، بدءاً من شركات تحويل الأموال الكبرى مثل «ويسترن يونيون» و«ماني غرام»، مروراً بالعملات الإلكترونية مثل «بتكوين»، إضافة إلى المدفوعات اليدوية من خلال نقاط مثل مكاتب التحويلات ومحالّ المجوهرات والأسواق التي يمكنها إجراء تحويلات الأموال من الخارج إلى تركيا. كما شارك المشتبه فيهم، الذين كانت لديهم مشاكل في الحصول على تأشيرة لدى مغادرتهم إلى الخارج، هذا الوضع مع مشغّليهم الذين قاموا بدورهم بالتواصل مع قنصليات الدول المراد الذهاب إليها لتسهيل سفرهم.
يُرتقب وصول وفد إسرائيلي إلى تركيا للتباحث في شأن إعلان أنقرة تفكيكَ شبكة تجسُّس تابعة لـ«الموساد»
وجمعت الخلية معلومات عن نوع التسهيلات والإمكانات التي توفّرها الحكومة والجامعات والبلديات التركية للطلاب الفلسطينيين، فيما كُلّف بعض أعضاء الشبكة بجمع معلومات استخبارية عن جمعيات ومنظمات تعمل في تركيا. وبحسب «صباح»، كشفت أنقرة عدداً من عمليات التجسُّس، وتمّ إلقاء القبض على شخصين يتجسّسان لمصلحة الإمارات في عملية أُطلق عليها اسم «تيمورا»، كما جرى توقيف أشخاص كانوا يستعدّون لاغتيال معارض شيشاني مقيم في تركيا في «عملية الفضة»، وصولاً إلى اعتقال ستة أشخاص في «عملية الدبّ» يعملون لمصلحة الاستخبارات الروسية كانوا يتجهّزون لاغتيال معارضين شيشان. وفي الإطار ذاته، كشفت صحيفة «خبر ترك» أن وفداً إسرائيلياً سيصل، الأسبوع المقبل، إلى تركيا للتباحث في شأن إعلان أنقرة تفكيكَ شبكة التجسُّس هذه.