باريس | في خطوة مفاجئة تزامنت مع تطور الأحداث في ليبيا، رست خمس بوارج حربيّة تابعة لحلف شمال الأطلسي أمس، في ميناء حلق الوادي في العاصمة التونسيّة. ويتكوّن الأسطول من بارجتين ألمانيتين وبارجة بريطانية وبارجة إيطالية وأخرى تركية تحت قيادة العميد البحري ماتياس سبيجال. ويمثل هذا الأسطول قوات الفريق الثّاني لـ «الأطلسي» لمقاومة الألغام البحرية العائد من مدينة اسبيزيا الإيطالية، حيث شارك في تدريبات ضمت كلا من إيطاليا واسبانيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا واليونان وتركيا من 12 إلى 23 من الشهر الجاري. وتتمثّل المهمة الرسمية لهذا الأسطول، بحسب ما يقدّمه حلف شمال الأطلسي من معلومات، في مقاومة الألغام البحرية وتأمين الطرق التجارية ومقاومة الإرهاب.
وليست هذه المرّة الأولى التّي تحطّ فيها بوارج حلف شمال الأطلسي رحالها في المياه التونسية، فكثيراً ما شوهدت هذه البوارج في الموانئ المغربية والجزائريّة والتونسية، وكثيراً ما ترجلت طواقمها لزيارة المعالم السياحية التونسية أو للقيام بأنشطة سياسية. فمنذ سنة 1994، وعلى خلفية ما شهده حوض البحر الأبيض المتوسط من تحولات ناجمة عن نهاية الحرب الباردة، وفق ما يورده الموقع الرسمي للحلف، بَعث مجلس شمال الأطلسي بمبادرة «الحوار المتوسطي» ليقيم علاقات شراكة مع بلدان غير أعضاء في الحلف. وباستثناء الجزائر التي لم تلتحق بهذه المبادرة إلا عام 2000 ، فإن المغرب وتونس ومصر وبريطانيا والأردن قد بادرت بالانضمام إلى «الحوار المتوسطي» منذ عام 1995 في السنة نفسها التي انضمت فيها إسرائيل إلى هذا الحوار. وفي عام 2005، وكتتويج لما يعرف «بمبادرة إسطنبول»، قرّر مجلس الحلف ضم كل من قطر والبحرين والكويت والإمارات إلى «الحوار المتوسّطي»، فيما رفضت سوريا الانضمام إليه أو حتى المشاركة في ندواته. يعتزم الحلف الأطلسي، الذّي يضمّ الآن ثمانية وعشرين عضوا، وواحدا وأربعين عضواً ملحقاً توسيع دائرة تحالفاته.

من الشّراكة العسكريّة إلى الشّراكة السّياسيّة

وهو يعد الإطار العسكري الوحيد الذي يتشارك فيه عسكريّون عرب وإسرائيليون، وحتى يتسنى توسيع دائرة شراكته، عمد المجلس إلى مراجعة شروط المساهمة الماليّة في الشراكة، بقصد تمكين بعض الدول غير القادرة على سداد حصتها من التمويل الكامل للنشاط. ولئن كانت أنشطة الحلف عسكريّة بنسبة 85 بالمئة، فإن الشراكة السياسية تظل شرطاً أساسياً للشراكة العسكرية.
وفي زيارته هذه إلى تونس، لم يفصح بيان حلف شمال الأطلسي إن كان الحلف يعتزم إجراء تمرينات مشتركة مع القوات العسكريّة التونسية، مثلما كان الأمر عام 2012، بلل اكتفى بالإشارة إلى أنّ أسطول الحلف استُقبل في تونس من طرف الأميرال أريان وندرهود الذي سيلتقي صحبة العميد البحري ماتياس سبيجال أمير اللواء محمد الخماسي رئيس أركان جيش البحر التونسي.