توقيت مستغرب لخطوة رئيس الحكومة العراقية، نوري المالكي، إقالة قائد القوات البرية الفريق الأول الركن علي غيدان، وخصوصاً أنه كان قد أجرى تعديلاته على القيادة العسكرية قبل ثلاثة أسابيع، مبقياً الأخير في منصبه. وكشف مصدر مطلع أول من أمس، عن إحالة غيدان على التقاعد، بعد أقل من شهر على انسحابه من مدينة الموصل من دون قتال.
وقال المصدر إن «قرار إحالة غيدان على التقاعد، جاء بعد أقل من شهر على سيطرة تنظيم «داعش» على مدينة الموصل، التي كان غيدان في حينها قائد القوة المكلّفة حماية المدينة، لكنه انسحب منها من دون قتال».
وجاء القرار أيضاً بعد نحو يومين على مشاجرة بين عناصر حماية غيدان، خلال زيارته أحد المعسكرات في محافظة ديالى وعناصر في الجيش، هتفوا ضده.
من ناحيته، وجّه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، عناصر «سرايا السلام» التي شكّلها للدفاع عن الأماكن المقدسة في العراق، باتباع المسؤول الميداني الذي عيّنه «أبو دعاء» ونائبيه في مدينة سامراء.
وقال الصدر في بيان، موجهاً حديثه إلى عناصر «السرايا»: «إني مطمئن البال إلى أنكم ستكونون لأهالي سامراء عوناً، ولن تعتدوا على أحد منهم لا بقول ولا بفعل... وستكونون مثال الطاعة لمسؤوليكم، ولا سيما لمن عيناه مسؤولاً ميدانياً، أعني به الأخ المجاهد أبو دعاء ونائبيه».
ولم يبين عن الهوية الكاملة لـ«أبو دعاء»، إلا أن مصادر مطّلعة كشفت أنه أحد القادة البارزين في التيار الصدري. ورفضت إعطاء تفاصيل أكثر بشأنه.
من جهة أخرى، أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة أمس، عن مقتل أكثر من 200 من مسلحي «الدولة الإسلامية»، في محافظة بغداد وصلاح الدين وديالى وبابل.
وقال المتحدث باسم القيادة العامة للقوات المسلحة قاسم عطا، إن القوات الأمنية تمكنت من قتل أمير تنظيم «القاعدة» في منطقة المشاهدة (شمالي بغداد)، المدعو حسين فراس المشهداني والملقب بـ«أبو دحام»، وعدد من معاونيه.
وأضاف أن قيادة عمليات صلاح الدين، مستمرة بإدامة الزخم لتطهير مدينة تكريت، وقد تمكنت من قتل 14 مسلحاً في منطقتي الديوم وشيشن، وقتل 15 آخرين ضمن القاطع المذكور.
وتابع بأن 90 عنصراً من «الدولة» قتلوا، مبيناً أن يوم أول من أمس، حاول مسلحو «الدولة» التعرض لمصفاة بيجي، إلا أن قوات النخبة التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب، تصدت لهم وقتلت 20 منهم.
في غضون ذلك، تمكنت القوات الأمنية من قتل العديد من قيادات «الدولة»، بقصفهم جواً خلال استعراض لهم في قضاء تلعفر (70 كم شمال غربي الموصل).
وكان المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب قد أعلن أول من أمس، عن توجه القوات الأمنية نحو ضرب الرؤوس الكبيرة التي تتزعم «الدولة» في مختلف مناطق وجودهم، مؤكداً دخول طائرات سوخوي الفعلي إلى المعركة.
في هذا الوقت، أفادت مصادر أمنية بوقوع صدامات بين فصائل مسلحة من جهة، وتنظيم «الدولة» من جهة أخرى شمال شرق ديالى.
وقال مصدر إن هنالك بوادر اقتتال بين فصائل مسلحة ضد تنظيم «الدولة»، بسبب خلافات على المصالح وعلى إدارة ما يسمى ولاية السعدية الإسلامية.
إلى ذلك، استنكرت جماعة علماء العراق، تفجير المساجد والحسينيات في قضاء تلعفر من قبل عناصر «الدولة».
وأكدت الجماعة «أن أفعال هذا التنظيم، منذ نشأته بصورة مشبوهة، تدل على أنه يهدف إلى ضرب الوحدة الإسلامية وإثارة النعرات الطائفية وتمزيق الصف الإسلامي، وتقديم صورة سيئة عن الإسلام».
(الأخبار)