في غابر القرون، ظَلّ الوطن بمشتقّاته كافّة (المواطن، الوطنيّة والمواطَنة) يُطرح في سياقات ثقافية وتاريخية واجتماعية وحتى سياسية مختلفة، ولم يكن ملتصقاً بكيان سياسي بعيْنه. فكان يُقال، على سبيل المثال، إن هذه الفئة من الناس تابعة في ولائها لحاكم هذا الإقليم أو ذاك، ولكن لم تَحبس تلك التابعيّة الناس في حدود إقليمية معيّنة، سوى ما يقع في أوقات الحروب وموجباتها من اصطفاف، واحتماء، وتعبئة، واستنفار. ولكنّ الوطنيّة في الزمن المعاصر، حملت معنى مغايراً، فباتت مرتبطة حصرياً بتجربة الدولة الحديثة، ولذلك أُطلق عليها مسمّى «الدولة الوطنية» أو «Nation-State». وهكذا، أضحت مُصوَّبة ولا تزال نحو الدولة/ السلطة ورموزها، وليس المجتمع والأمّة، فلا وطنيّة من دون أرض وسلطة.