لا يزال سكّان كركوك من العرب والتركمان يرفضون تواجُد أيّ قوّة غير الجيش و«الحشد الشعبي»
على أن الناطق الرسمي باسم العمليات المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، يؤكد أن «هناك تعاوناً كبيراً بيننا وبين قوات البيشمركة وجهوداً مستمرّة لتفعيل العمل الاستخباري والأمني، خصوصاً في مجال ملاحقة ومطاردة الإرهابيين في مختلف مناطق العراق». ويشير الخفاجي، في تصريح إلى «الأخبار»، إلى أن «قوّاتنا غيّرت من خططها وتكتيكاتها العسكرية، ولأوّل مرّة في كركوك نقوم بعملية من دون استخدام جهد جوّي ومن دون طائرات استطلاعية تسند القوات الأمنية»، مضيفاً أن «الجيش استطاع من خلال نصْب الكمائن، على رغم الظروف الجوّية السيّئة، الاشتباك مع العدو في أعقد المناطق، وهي وادي شاي، وقتْل عناصر الإرهاب المتواجدين فيها». وحول حادثة كركوك الأخيرة، يكشف أن «التحقيق وصل إلى مراحل نهائية ومتقدّمة»، مؤكداً أنه «سوف يتمّ اتّخاذ قرارات مهمّة وحاسمة»، متابعاً أن «الحادثة جعلتْنا نُغيّر من خططنا وإجراءاتنا بما يسهم في عدم تكرار مِثل هذه الهجمات في المستقبل».
وإذ يستبطن حديث الخفاجي اعترافاً بوجود عيوب في تلك الإجراءات، فإن عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، حسين العامري، يحمّل القيادات الأمنية في المناطق التابعة لمحافظتَي كركوك وديالى، مسؤولية تكرار العمليات الإرهابية، داعياً رئيس الوزراء والقائد العام للقوّات المسلّحة، محمد شياع السوداني، إلى «تعزيز الاهتمام بالملفّ الأمني وتكثيف الجهد الاستخباراتي لمنع الهجمات»، ومطالِباً بـ«تحسين العناية بالجنود، وتفعيل قانون البديل بشأنهم حتى لا يُحمَّلوا جهداً أكبر من طاقتهم، وبالتالي تَضعف قدرتهم على أداء واجباتهم». وعلى رغم أهمّية هذه الاعتبارات، إلّا أن الخبير الأمني، أحمد الشريفي، يعتقد أن «مرونة التنظيم واستعادته قدرته على المشاغلة، ترتبطان بالأزمات السياسية داخل إقليم كردستان بين الحزبَين الكرديَّين الحاكمَين، فضلاً عن أن الخلافات بين الإقليم والمركز أحدثت ثغرات بين قواطع العمليات، استفاد منها داعش». ويلفت الشريفي إلى أنه «في هذه الفترة، بدأ التنظيم يعتمد أسلوب "الجماعات الجوالة"، بمعنى تقليل عدد المهاجِمين، والتركيز على الطبيعة الجغرافية العسكرية التي تتخادم مع فلسفة إدارته للمعركة القائمة على الكمائن والإغارة، سواء على القطعات العسكرية أو على المدنيين». وفي الاتجاه نفسه، يتحدّث العميد المتقاعد في الجيش العراقي، عدنان الكناني، عن وجود «قيادات أمنية طارئة على المنظومة تحاول تنفيذ بعض الأجندات لصالح أحزاب وجِهات سياسية»، معتبراً أن «بعض التحرّكات مدفوعة من قِبَل السياسيين بغرض الضغط على الحكومة»، مضيفاً أن «البعض في إقليم كردستان العراق يرغبون في عودة نفوذ البيشمركة إلى المناطق المتنازع عليها، إلّا أن هذا مستبعَد جدّاً في الوقت الحالي».