غزة | استجابةً لمطالب السلطة الفلسطينية، وعلى طريق تطوير قدرات أجهزتها في مواجهة المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية المحتلة، وافقت دولة الاحتلال على نقل أسلحة ومعدّات عسكرية أميركية إلى القوات الأمنية التابعة للسلطة، وذلك بعدما قبلت الأخيرة بجملة من الشروط الإسرائيلية. وفي السياق، كشفت مصادر «فتحاوية»، في حديث إلى «الأخبار» أنه «تمّ إرسال شحنة عسكرية جديدة» إلى رام الله، بعد أن قدّمت السلطة «تعهدات للجانب الإسرائيلي بأن يتمّ استخدام تلك المعدات والأسلحة في مواجهة تنامي المقاومة في الضفة الغربية وخصوصاً في شمالها»، مضيفةً أن «الشحنة نُقلت خلال الأيام الأخيرة من قواعد الجيش الأميركي في الأردن عبر معبر الكرامة، وبموافقة إسرائيلية كاملة»،وأتت عملية النقل «بناءً على مطالب قدّمها رئيس جهاز المخابرات العامة، ماجد فرج، لمسؤولين أميركيين قبل شهرين، وتفاهمات تم التوصل إليها خلال مباحثات إقليمية شارك فيها أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حسين الشيخ، تحت عنوان مواجهة المقاومة في الضفة ومنع انهيار السلطة الفلسطينية»، وفق المصادر نفسها، التي أشارت أيضاً إلى أن الموافقة الإسرائيلية جاءت في إطار ما «تمّ التفاهم عليه خلال قمتَي العقبة وشرم الشيخ». كما أوضحت أنه «تم تسريع وصول الأسلحة والمعدات بعد عملية "البيت والحديقة" في مخيم جنين قبل ثلاثة أشهر»، مبيّنةً أن ما وصل إلى السلطة هو «دفعة أولى» ستصل قيمتها إلى أكثر من 50 مليون دولار أميركي، من أصل عدّة دفعات «مرهونة بتنفيذ رام الله خطوات حقيقية على الأرض في مواجهة المقاومة وخصوصاً في شمال الضفة ومخيماتها». ولم تستبعد المصادر «الفتحاوية» أن تكون الموافقة الإسرائيلية والأميركية «جزءاً من مخطط تقوية فريق حسين الشيخ وماجد فرج، تمهيداً لوراثته الرئيس محمود عباس مستقبلاً»، لافتةً إلى أن «مثل هذه الأسلحة ترجّح كفّة الشيخ على منافسيه، وخصوصاً جبريل الرجوب الذي تعرّض لضربة قاسية بعد إقالة المحافظين المحسوبين عليه في الضفة».
الاحتلال اشترط استخدام سلطة رام الله الأسلحة ضد عناصر حركتَي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» وليس ضد جهات جنائية

وكانت «إذاعة الجيش» الإسرائيلي كشفت، أمس، تفاصيل جديدة حول القضية، إذ أفاد مراسلها العسكري، دورون كدوش، نقلاً عن مصادر أمنية فلسطينية، بأن «الأمن الفلسطيني تسلّم شحنة أسلحة أوتوماتيكية تصل إلى 1500 قطعة، بعضها من طراز إم - 16 وبعضها كلاشنكوف، من مخازن الجيش الأميركي في الأردن». وأضاف المراسل أن الاحتلال «وضع شروطاً» مقابل حصول السلطة على تلك الشحنة، تمثّلت في «استخدام السلاح ضد عناصر حركتي حماس والجهاد الإسلامي وليس ضد جهات جنائية»، بالإضافة إلى «اشتراطه أن يحمل السلاح عناصر من المخابرات العامة والأمن الوقائي والشرطة». ونقلت الإذاعة عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن الخطوة تأتي ضمن سلسلة خطوات تتمّ دراستها لدعم السلطة، مقابل مطلبَين: الأول، تحقيق «إنجازات عملية» في مواجهة المقاومة وخاصة في جنين، والثاني، الالتزام الكامل بـ«التنسيق الأمني» بعدما دأب عباس، في الآونة الأخيرة، على إعلان نيّته وقفه.
في السياق نفسه، علمت «الأخبار» أن زيارة حسين الشيخ، قبل عدة أيام، إلى الأردن، ولقاءه وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، جاءت «لتنسيق إدخال المعدات الجديدة من الأردن إلى الأجهزة الأمنية في الضفة»، ولـ«التباحث في جهود السلطة وأجهزتها الأمنية للسيطرة على الأوضاع الأمنية في شمال الضفة». وكانت الخارجية الأردنية أعلنت أن اللقاء جاء في إطار «عملية التنسيق والتشاور المستمرة بين المملكة ودولة فلسطين، حول الجهود المبذولة لوقف التدهور في الأراضي الفلسطينية المحتلة».