يرزح الشعب السوداني تحت وطأة الحرب التي دخلت شهرها العاشر
وفي هذا الإطار، يرى المحلّل السياسي، عبد الحميد أحمد، أن «هذا المخطّط صهيوني قديم تديره بالوكالة دولة الإمارات التي تقدّم الدعم المباشر لقوات الدعم السريع». ويضيف، في حديث إلى «الأخبار»، أن «غياب الهدف والأجندة التي تعبّر عن قوات الدعم السريع، يجعل من فرص الحلّ التفاوضي المطروحة، بالإضافة إلى المنابر جميعها، غير خالية من شبهة التواطؤ مع مشروع تمزيق السودان»، مستنكراً مساواة الولايات المتحدة، المشاركة في منبر جدة، بين الجيش السوداني وقوات «حميدتي» التي مارست أبشع أنواع الانتهاكات في حقّ المواطنين، لافتاً أيضاً إلى أن «الدول الأوروبية تهدّد بفرض عقوبات على الجيش بهدف إنهاكه وإطالة أمد الحرب».
وفي المقابل، وبينما يقف «المجتمع الدولي» عاجزاً إزاء الأزمة السودانية، مكتفياً بجهود ديبلوماسية خجولة متمثّلة في المشاركة في «منبر جدة»، وإعلانه دعم جهود المنظّمات الأفريقية، لجأ الاتحاد الأوروبي، بداية الأسبوع الجاري، إلى فرض عقوبات على بعض الأفراد والشركات المملوكة لطرفَي النزاع، على خلفية «دعم الأنشطة التي تقوّض الاستقرار والانتقال السياسي في البلاد». واستهدف القرار الأوروبي، الذي نصّ على تجميد الأصول وحظر توفير الأموال أو الموارد الاقتصادية بصورة مباشرة أو غير مباشرة، شركتَين مشاركتَين في تصنيع الأسلحة والمركبات للقوات المسلّحة، بالإضافة إلى شركة «زادنا للاستثمار» التي يسيطر عليها الجيش، وثلاث شركات تابعة لـ«الدعم السريع» تشارك في شراء معدات عسكرية لقواتها.
ويأتي ذلك فيما يرزح الشعب السوداني تحت وطأة الحرب التي دخلت شهرها العاشر، حيث يعيش المواطنون أوضاعاً إنسانية وأمنية بالغة التعقيد، ولا سيما في المناطق التي تشهد عمليات الاقتتال في الخرطوم والجزيرة وولايات دارفور، بعدما علّقت المنظّمات الإنسانية أعمالها هناك. وبحسب تقرير لـ«منظمة الغذاء الدولي»، فإن البلاد «تواجه كارثة إنسانية»، بينما يواجه «5 مليون شخص من بين 18 مليوناً، الجوع الحاد»، ويتواجد «75% من المحتاجين في مناطق يصعب الوصول إليها بسبب المعارك، ومن دون مساعدتهم، هناك خطر كبير لأن ينزلقوا إلى الكارثة».