شهدت الأزمة الليبية، أمس، تصعيداً جديداً على المستوى الميداني، مع إعلان قوات الخليفة المتقاعد خليفة حفتر، أن مقاتلة تابعة لها شنّت غارة على قاعدة عسكرية تسيطر عليها ميليشيات مناهضة للحكومة في غرب ليبيا، في الوقت الذي هدّدت فيه أيضاً بتفجير ميناء بنغازي في شرق ليبيا، ما لم تغلقه السلطات هناك لوقف إمدادات الأسلحة للإسلاميين. أما على المستوى السياسي، فقد اتهم رئيس الحكومة عبد الله الثني قطر والسودان، بإرسال سلاح إلى قوات «فجر ليبيا»، محذراً الدوحة والخرطوم من قطع العلاقات الدبلوماسية معها، إذا «لم ينتهيا».
وقال الثني، في مقابلة مع قناة «سكاي نيوز عربية»، مساء الأحد، إن «3 طائرات قطرية أوصلت سلاحاً إلى قوات فجر ليبيا»، مضيفاً أن «الطائرة التي نزلت في الكفرة سودانية، وكانت متوجهة إلى مطار معيتيقة». وأوضح أن «هناك ثلاث طائرات قطرية قبل الطائرة السودانية أوصلت سلاحاً لفجر ليبيا».
وقال الثني: «حذرنا قطر والسودان من التدخل في الشؤون الليبية، وسنقطع العلاقات الدبلوماسية معهم إذا لم ينتهوا». وعلى خلفية هذه الاتهامات، استدعت وزارة الخارجية السودانية، أمس، القائم بأعمال السفارة الليبية في الخرطوم.
هددت قوات حفتر بتفجير ميناء بنغازي ما لم يتم إغلافه

وفي سياق آخر، اتهم مندوب ليبيا الدائم في الأمم المتحدة إبراهيم عمر الدباشي، مجلس الأمن الدولي بـ«عرقلة» تسليح الجيش وتركه في موقف ضعيف أمام «الجماعات الإرهابية» المسلّحة.
وقال أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي، في الجلسة الخاصة لمناقشة الأوضاع في بلاده، إن لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن، «تعرقل تسليح الجيش الليبي، وتتركه في موقف ضعيف أمام المجموعات المسلّحة الإرهابية والخارجة عن القانون».
كذلك شنّ هجوماً عنيفاً على رئيس المجلس الأعلى للإفتاء في بلاده الصادق الغرياني، واتهمه بمساندة الجماعات المسلحة في ليبيا والتحريض على السلطات الشرعية.
ورداً على ذلك، أعرب مبعوث الأمم المتحدة الخاص الجديد إلى ليبيا يرناردينو ليون، عن «تفهمه» للانتقادات التي وجهها المندوب الليبي في المنظمة الدولية إبراهيم الدباشي إلى الدور الذي تقوم به بعثة الأمم المتحدة «أونسميل» في ليبيا. وفي أول تصريحات له منذ تعيينه في منصبه أوائل الشهر الحالي، قال ليون: «ما أود توضيحه هنا، هو أن كل التصريحات التي أدليت بها منذ أن توليت مهمات منصبي، تؤكد أن البرلمان في ليبيا هو الجهة الشرعية الوحيدة في البلاد». وفي إطار التحركات الدولية والإقليمية أيضاً، أعلن وزير الشؤون الخارجية الجزائري رمضان لعمامرة، استعداد بلاده للاستجابة لأي طلب يتقدم به الليبيون لاحتضان لقاءات حوار لحل الأزمة التي تعصف بهذا البلد، فيما أكدت وزارة الخارجية التونسية، من جهتها، أن مشاركة تونس في المؤتمر الوزاري حول تحديات الاستقرار والتنمية في ليبيا وشمال أفريقيا في 17 من الشهر الحالي في العاصمة الإسبانية مدريد، تعكس ما توليه من اهتمام وحرص بالغين لإيجاد حل سياسي سلمي للأزمة في ليبيا.
ميدانياً، أعلنت القوات الموالية للواء الليبي المنشق خليفة حفتر، أن مقاتلة تابعة لها شنّت غارة على قاعدة عسكرية تسيطر عليها ميليشيات مناهضة للحكومة في غرب ليبيا. وذكرت وكالة الأنباء الليبية الرسمية، أن الغارة استهدفت مخزناً للذخيرة تسيطر عليه مجموعة مسلّحة في الغريان تابعة لقوات «فجر ليبيا» (120 كلم جنوبي غربي طرابلس)، وأدت إلى إصابة 15 شخصاً بجروح طفيفة، فيما تحدثت قناة «النبأ» التلفزيونية عن سقوط 11 جريحاً.
وفي الإطار ذاته، صرّح صقر الجروشي قائد قوات حفتر، بأن هذه القوات هدّدت بتفجير ميناء مدينة بنغازي الواقعة في شرق ليبيا ما لم تغلقه السلطات هناك لوقف إمدادات الأسلحة للإسلاميين.
وقال الجروشي: «حذرنا مدير الميناء من أننا سنقوم بضرب أي باخرة تقترب من الشواطئ الليبية ونحمّل مدير الميناء مسؤولية ذلك»، ذاكراً أن جماعة «أنصار الشريعة» تستخدم الميناء لإدخال الأسلحة والذخيرة.
(رويترز، أ ف ب، الأناضول)