القاهرة | لم يعد الاحتجاج والتعبير عن الغضب يقتصران على التجمع أمام وزارة أو مركز شرطة، بل سنعطّل المصالح الحيوية وفي التوقيت الذي نريده والدليل أن «طريق المطار تحت رحمتنا». رسالة بدا أمس شباب «ألتراس أهلاوي» حريصين على إيصالها إلى الرئيس محمد مرسي، بعدما عمدوا إلى قطع طريق المطار لأكثر من ساعة بالتزامن مع موعد مغادرة وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، ما أدى إلى تأخير مغادرته. قطع جماهير «ألتراس أهلاوي» لطريق المطار بعد إشعال النيران في إطارات السيارات جاء ليعكس في الدرجة الأولى درجة الاحتقان المرتفعة في الشارع، بعد أسبوع من الاشتباكات أعنفها كان في المنصورة في دلتا مصر، وأظهرت بما لا يدع مجالاً للشك استمرار ثقافة القتل والسحل لدى الشرطة.
وإن كانت بورسعيد نجحت قبل أسبوعين في جذب الأنظار إليها بعدما أعلنت العصيان المدني، فإنها أيضاً كانت محل الحدث، أمس، بعد تجدد الاشتباكات فيها إلى جانب المنصورة، وسط تساؤلات كثيرة برزت محاولة تفسير أسباب حدوث هذا الأمر في المنصورة.
البعض يربطه بفاعلية الأحزاب اليسارية، وتحديداً التحالف الشعبي الاشتراكي والتيار الشعبي، وهي الأحزاب التي نظمت العديد من التظاهرات خلال الأسبوع الماضي. أصحاب هذا الرأي يرون أن هذه التظاهرات أدت إلى قلق قوات الامن في المدينة وعناصر جماعة الإخوان المسلمين خوفاً من أن تكسب تلك التظاهرات تعاطف بقية سكان المدينة. وهو ما يفسر العنف المفرط في التعاطي مع المتظاهرين، الذي وصل إلى حد قتل أحد المتظاهرين، يدعى حسام عبدالعظيم.
محمد غنيم، عضو جبهة الإنقاذ الوطني في المنصورة، أوضح في حديث إلى «الأخبار» أن أهالي المنصورة يشعرون وكأن شيئاً لم يحدث منذ قيام الثورة، وأن هناك فصيلاً واحداً فقط هو من يتحكم في كل شيء في البلاد. ورأى أن الشارع في الدقهلية وبورسعيد والمحلة الكبرى وغيرها من مدن ومحافظات الجمهورية فقد الثقة بتلك السلطة التي تحكمهم بالعنف. بورسعيد شهدت هي الأخرى أحداث عنف أمس بين الشرطة ومحتجين على نقل المسجونين في سجن بورسعيد المتهمين في أحداث «ستاد بورسعيد» إلى خارج المدينة، ما سبّب سقوط 235 جريحاً على الأقل. لكن الأخطر الشريط المصور الذي تداوله نشطاء أمس ويظهر عناصر من الجيش يقفون إلى جانب المتظاهرين ويتلقون مثلهم قنابل الغاز من الشرطة. ويخشى أن يبلغ العنف ذروته في المدينة في التاسع من الشهر الحالي، وهو الموعد الذي حددته المحكمة للحكم على المتهمين في أحداث استاد بورسعيد. كذلك يخشى من أن يتوسع إلى محافظات أخرى. فالإسكندرية بدروها لم تغب عنها الاشتباكات أول من أمس، وتركزت بين أنصار حكم الإخوان ومعارضيهم، فيما بدأت الإسماعيلية العصيان المدني، واستمر محتجّو ميدان التحرير في التصدي لمحاولات قوات الأمن فتح الميدان.
ويتزامن كل ذلك مع استمرار ظاهرة التوكيلات إلى الجيش لإدارة البلاد، التي وصلت أمس إلى الغردقة.