سقط عدد من القتلى والجرحى في تفجير انتحاري استهدف حافلة صغيرة في حي ركن الدين شمال العاصمة السورية دمشق، بينما نُقل مؤسس الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد الى مستشفى في تركيا بعد وقوع انفجار في سيارته أدى الى بتر ساقه. وقالت مصادر من المعارضة السورية إن الأسعد فقد إحدى ساقيه في انفجار سيارة ملغومة في مدينة الميادين جنوب دير الزور في شرق سوريا، حيث تسيطر العديد من جماعات المعارضة المسلحة. في هذا الوقت، انفجرت سيارة مفخخة أمس في حي ركن الدين في شمال دمشق، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). وقالت الوكالة إن «إرهابياً انتحارياً فجر حافلة نقل صغيرة في منطقة شرق ركن الدين، والمعلومات الأولية تشير الى وقوع شهداء وإصابات بين المواطنين». وأفيد أمس عن مقتل أربعة أشخاص، بينهم طفلة، وجرح آخرين بقذائف سقطت على أحياء عدة وسط العاصمة، حسبما ذكرت «سانا».
وكان التلفزيون أشار في وقت سابق الى «اعتداء جديد على الإعلام السوري» تمثل في إطلاق «إرهابيين قذائف هاون على منطقة البرامكة» سقطت إحداها «في محيط الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) وأسفرت عن وقوع إصابات».
في المقابل، أفادت مصادر معارضة عن قيام الأجهزة الأمنية بحملة دهم واعتقالات واسعة في حي ركن الدين، في حين نفذت الطائرات الحربية غارات على النشابية، ودوما في ريف دمشق والبويضة في حمص، وعلى أحياء في الرقة، في وقت تجدد فيه القصف على بلدات في أرياف دمشق وحلب ودرعا، حسبما ذكر موقع «سيريا نيوز». ولفت ناشطون إلى أن «مسلحين معارضين قصفوا حاجز سيدي مقداد في بلدة ببيلا بقذائف الهاون»، وسط أنباء عن خسائر في صفوف الجيش.
في المقابل، قالت وكالة «سانا» إن «وحدة من الجيش أعادت الأمن والاستقرار إلى حي بابا عمرو في حمص، بعدما قضت على جميع أفراد المجموعات الإرهابية المسلحة التي تسللت إليه قبل أيام». كذلك نفذت وحدة من الجيش، بحسب سانا، «عملية نوعية جنوب غرب بلدة طيبة الإمام في ريف حماة دمرت خلالها عدداً من الآليات والسيارات، بعضها مزود برشاشات ثقيلة كان الإرهابيون يستخدمونها في اعتداءاتهم».
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم «الجيش السوري الحر» فهد المصري، إن الحل العسكري هو من سيحسم «المأساة» في سوريا، مشيراً إلى أن هناك تجاذبات إقليمية ودولية في المعارضة السورية. وأضاف المصري في حديث إلى قناة «روسيا اليوم»، أن «النظام السوري هو من أوصل سوريا إلى هذه المرحلة التي جاءت نتيجة للقمع على مدار عقود».
ورفض «الجيش الحر» الاعتراف بغسان هيتو رئيساً للحكومة المؤقتة، الذي انتخبه الائتلاف الوطني المعارض قبل أيام، وذلك بالتزامن مع إعلان رئيس الائتلاف معاذ الخطيب استقالته من منصبه.
سياسياً، عين الرئيس السوري بشار الأسد أول من أمس محمد زعال العلي محافظاً جديداً للحسكة (شمال شرق) الحدودية مع كل من العراق وتركيا، حسبما أفادت «سانا».
من جهة ثانية، قال وزير الإعلام الأردني سميح المعايطة إن المملكة أغلقت المعبر الحدودي الرئيسي مع سوريا بسبب اشتباكات مستمرة هناك منذ يومين بين مقاتلي المعارضة السورية والقوات الحكومية. وكان مصدر عسكري أردني أفاد بأن «الجيش السوري الحر أغلق معبري درعا ونصيب من الجانب السوري بعد سيطرته عليهما».
وفي واشنطن، أعلن متحدث باسم البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستواصل دعم المعارضة السورية على رغم الاستقالة «الجريئة» لرئيسها أحمد معاذ الخطيب.
وقال المتحدث جوش ارنست «تؤسفنا استقالته»، مؤكداً أن هذه الاستقالة «لا تغير السياسة الأميركية التي تدعم المعارضة السورية والائتلاف الوطني للمعارضة». وأشاد البيت الابيض بالخطيب، «القيادي الشجاع والعملي الذي يعرف ما يريده السوريون وما يتخوفون منه».
وفي السياق، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن دولاً عربية وتركيا زادت بشكل كبير من مساعدتها العسكرية لمسلحي المعارضة السورية في الشهور الماضية بمساعدة من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه).
الى ذلك، عيّن الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون العالم السويدي اكي سيلستروم رئيساً لفريق التحقيق في الأسلحة الكيميائية في سوريا.
(الأخبار، سانا، أ ف ب، رويترز)