القاهرة | لم تكد تهدأ عاصفة أزمة «الأخونة» داخل الجيش، حتى عادت التساؤلات حول العلاقة بين الجيش والرئيس محمد مرسي إلى الواجهة أمس بعد التداول على موقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً من محاضرة للعقيد أسامة جمال، صورت على أنها تحمل الكثير من المحاباة للرئيس محمد مرسي من قبل المؤيدين له وهو ما أدى إلى بروز آراء مؤيدة وأخرى معارضة. مصادر عسكرية ردت على ما أثير حول الشريط باعتباره «قلباً للحقائق واختزالاً للمعلومات للتخديم على أفكار وأجندات»، وذلك بعد اقتطاع جزء من الشريط المصور الذي يعرض ندوة أقيمت في مسرح الجلاء في السابع من الشهر الماضي، على هامش احتفال القوات المسلحة بيوم الشهيد بحضور القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول عبدالفتاح السيسي.
وأوضحت المصادر سبب الالتباس الحاصل بالقول إن «نفور الشعب من الأجندة السياسية الملتحفة بالدين، جعلهم يستنكرون بعض الجمل الدينية الواردة في الخطبة ويربطون بين أخونة الجيش والسيسىي ومرسي والاخوان». وفيما أكدت المصادر أن «الحديث عن الاخونة مفروغ منه»، رأت أن استخدام الكثير من التعابير الدينية في الندوة بحكم أن «الشعب المصري كله يستخدم الدين ولا يجوز ان نربط بين ايات او احاديث دينية وبين الحاكم، لأن الجملة مستقطعة من شريط طويل مدته ساعة تقريباً».
والأهم أن المحاضرة تهدف «لشرح أصول الدولة، مستشهدة بكثير من الآيات القرآنية، وتجيب على تساؤلات دارت في عقول المصريين وأنهكت ذاكرتهم»، لافتة إلى أن «محاضرة عقيد القوات المسلحة كانت تحاول فك اللبس وإعادة توجيه عقول المصريين، ولم تتطرق الى أي امكانية للانقلاب على مدنية الدولة بل حافظت على مفهومها بعد الثورة».
وأكدت المصادر أن القوات المسلحة لديها ثوابت وعقيدة لن تتغير، وأنها التزمت بتسليم السلطة الى قيادة مدنية منتخبة، ولم تتطلع إلى الحكم ودعمت مرحلة الانتقال من النظام السابق. ورأت المصادر أن الأزمة الحقيقة هي اختلاق أزمات سياسية عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وذلك بعدما جرى تأويل نص المحاضرة.
وفسّر استشهاد جمال بالآية القرآنية «ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس» على أنه قول منه إن «ما حدث في مصر الآن نتيجة ذنوب العباد مع خالقهم سبحانه وتعالى». كما نسب إلى جمال قوله «لا انقلاب على شرعية الرئيس مرسي لانه جاء بارادة الله تعالى» من دون أن تتضمن محاضرته شيئاً من هذا الحديث، بل ركزت على توضيح أسباب الانقلاب الذي قاده الجيش عام 1952 وتأكيد عدم تطابقها مع الظروف الحالية.
أخيراً، نفت المصادر وجود صفحات خاصة برئيس أركان القوات المسلحة المصرية، الفريق صدقي صبحي، على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعدما تداول نشطاء موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك دعوة إلى الحوار منسوبة الى صفحة رئيس أركان القوات المسلحة تناقش فيه وترد على الاستفسارات حول الانقلاب العسكري.