حلب | واصل الجيش السوري عملياته العسكرية في ريف حلب، وهو يسعى لإحكام السيطرة على النقاط المرتفعة المشرفة على عندان وحريتان تمهيداً لتحريرهما من سيطرة الجماعات المسلحة التي تكبدت خسائر فادحة، في وقت يقوم فيه بعض مسلحيها بتسفير عائلاتهم إلى تركيا. وشنّت الطائرات الحربية غارات عدة مع قصف مدفعي وصاروخي عنيف استهدف مقار المسلحين في الحيين الشمالي والغربي من عندان التي أصبحت محاصرة من جميع الجهات تقريباً، فيما يقع أوتوستراد حلب _ أعزاز تحت مرمى نيران الجيش المتمركز في مشارف حريتان والمرتفعات المحيطة بها من جهة الغرب.
وشهدت محاور تقدّم الجيش في الريف الغربي مواجهات عنيفة في هضاب بابيص، ومعارة الأرتيق، وكفر بسين، وقبتان الجبل، وياقد العسل التي أكملت «قوات الدفاع الوطني» السيطرة النهائية عليها، ونشرت حواجز على مداخلها.
وقال مصدر مطلع لـ«الأخبار» إنّه «تم تدمير 7 سيارات مزودة برشاشات متوسطة وثقيلة وسيارة محمّلة بالذخيرة، وإحصاء 38 جثة لمقاتلي المجموعات المسلحة بين بابيص وياقد العدس»، مشيراً إلى أن المسلحين «استخدموا مدفعاً من عيار 130 ملم وراجمة صواريخ وصواريخ غراد، وأخرى حرارية، في استهداف نقاط تمركز الجيش السوري في هضاب المنطقة».
ويحاول المسلحون تخفيف الضغط عن منطقة عندان بتكثيف هجماتهم على مطار منغ. فقد شنّ مسلحو «جبهة النصرة» والكتائب المتحالفة معهاً هجوماً فجر أمس على المطار قتل خلاله قائد الهجوم «أبو طلحة العراقي» في غارة للطائرات الحربية على رتل لآليات المسلحين.
وقال مصدر في «قوات الدفاع الوطني» لـ«الأخبار» إنّ «أبو طلحة العراقي قتل في الهجوم على مطار منغ فجر اليوم (الاثنين)، وتم تعيين أبو جندل المصري بدلاً منه، والهجوم ما زال مستمراً حتى الظهيرة».
من جهة أخرى، أشار مصدر معارض لـ«الأخبار» إلى أنّ «تعزيزات وصلت من مناطق عدة إلى عندان، وحريتان، وبيانون، وكفر حمرة، ومحيط السجن المركزي، استعداداً لمعركة حلب الكبرى». وأضاف أنّ «المعركة الفاصلة هي في حلب، وهي فرصة للثورة لتطهير صفوفها من المتسلقين والمندسين فيها، الذين بادروا إلى السفر مع عائلاتهم إلى تركيا عندما ظهر تفوّق نسبي للنظام».
ويسود القلق أوساط متزعّمي الجماعات المسلحة والتنسيقيات المعارضة، حيث يشهد معبر السلامة، منذ تحرير الجيش السوري للقصير، عبور العشرات من عائلاتهم إلى تركيا وفق المصدر المعارض.
من جهته، قال مصدر في «قوات الدفاع الوطني» إنّ «عائلات المسلحين تغادر بلدات وقرى عندان وحريتان وبيانون ومعرستا باتجاه الأراضي التركية، واعترضنا رتلاً مؤلفاً من 6 حافلات وسمحنا لهم بالعبور لكون جميع الركاب من النساء والأطفال».
وفي الريف الجنوبي، تراجعت حدة المواجهات في محور الشيخ سعيد _ خان طومان، بعد صدور أوامر للمسلحين فيها للالتحاق بجبهة عندان. وبينما يشدد الجيش السوري الخناق على المسلحين المحاصرين في مدينة السفيرة الواقعة إلى الشرق من معامل الدفاع، اندلعت مواجهات في تلعرن وتل حاصل القريبتين منها، بين مقاتلي «جبهة النصرة» ومقاتلي «جبهة لواء الأكراد» التي تحارب الجيش السوري، ولكنها تبدي تعاطفاً مع مقاتلي وحدات الحماية الشعبية الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي.
في موازاة ذلك، وفي الباب، أعلنت «الهيئة الشرعية» فيها النفير العام، ودعت إلى الجهاد ضد «الكفار» الذين «اجتمعوا على القتل وهتك الأعراض وتدنيس المحرمات»، وفق تعبيرها.
وفي ريف دمشق، أوقع الجيش السوري عدداً من المسلحين في سلسلة عمليات نفذها في حرستا، والشيفونية، ومزارع البحارية، والرحيبة، وحجيرة، وجيرود، وصادر أسلحة وذخيرة ومعدات طبية.
كذلك واصل عملياته في الغوطة الشرقية، قرب سكة القطار الواصلة بين ميدعة والضمير في مزارع البحارية.
وفي جيرود، بعد أن أعطى الجيش مهلة للمسلحين لإخلاء المدينة من خلال مخرج آمن باتجاه القريتين، انقضت المهلة ولم تنسحب المجموعات المسلحة، فشنّ الجيش السوري غارة في الثامنة ليلاً لتعود المفاوضات، وتنجح في خروج المسلحين شرط ألا يدخل الجيش أو الأمن إلى داخل المدينة التي تعتبر أكبر حاضنة للاجئين والمهجرين في دمشق وريفها. وحسبما علمت «الأخبار»، بدأت المساجد تذيع خبر عودة الأمان إلى المدينة، وبدأ الأهالي بالعودة تدريجاً. وفي تصريح لبعض الأهالي لـ«الأخبار» قالوا إنّ المسلحين الذين انتشروا في أحياء المدنية كان يبدو عليهم التعب الشديد، وكانت نسبة كبيرة منهم تفترش الأرصفة لتأخذ قسطاً من الراحة، ورجّح هؤلاء الأهالي إمكانية أن يكون هؤلاء قد انسحبوا من بلدات متصلة كالرحيبة والضمير.
وفي ريف حماة، سيطر الجيش السوري بالكامل على قرى مسعدة، وأبو حنايا، ومسعود، وصلبة، وكليب الثور.
إلى ذلك، عُثر على نفق يمتد من داخل إحدى الغرف داخل منزل في حي رأس النبع في بانياس بطول 30 متراً وعرض متر، يحتوى على بعض المواد لتصنيع المتفجرات وصواعق وأسلاكاً تستخدم للتفجير عن بعد، وشعارات تابعة لجبهة النصرة.