مع ذهاب نفي وزير الداخلية في الأردن، سلامة حماد، وجود خلايا نائمة لعناصر سلفيين، أدراج الرياح، بات من الممكن التدقيق في البيان «النادر»، الذي صدر عن المخابرات الأردنية، بعد العملية الأمنية في مدينة اربد، شمالي المملكة، فجر أول من أمس.قبل بيان «المخابرات»، كانت البيانات الرسمية يشوبها الغموض، وخاصة بإطلاق وصف «الخارجين عن القانون»، الذي يناسب مهرّبي المخدرات واللصوص مثلاً، فيما دارت عملية أمنية كبيرة وقوية ضد مسلحين تلقوا تدريبات عسكرية ولديهم كميات كبيرة ونوعية من الأسلحة، وقد تهيأوا وتحصّنوا جيداً للمواجهة. ثم جاء بيان المخابرات الذي نقلته وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا)، وفيه تأكيد «إحباط مخطط إرهابي لتنظيم داعش يستهدف ضرب منشآت عسكرية ومدنية».
بيان المخابرات الأردنية كان أكثر تفصيلاً وبعداً عن العموميات

عموماً، أدت المواجهة في أربد، كما قال المتحدث باسم الحكومة الوزير محمد المومني، إلى وقوع قتيل من القوى الأمنية وأربعة جرحى، مقابل مقتل سبعة من أفراد الخلية. وأكد المومني أن «المداهمات الأمنية في اربد انتهت فجر الأربعاء».
ووفق بيان المخابرات الأردنية، فإنه «بعد عمليات متابعة استخبارية حثيثة، أُحبط مخطط إجرامي وتخريبي مرتبط بعصابة داعش، كان يهدف إلى الاعتداء على أهداف مدنية وعسكرية داخل المملكة وزعزعة الأمن الوطني». وبعد ذلك، أمكن تتبع «المجموعة الإرهابية وتحديد مكانها، حيث اختبأت وتحصنت في إحدى العمارات السكنية في إربد... بعدما رفضوا تسليم أنفسهم وأبدوا مقاومة شديدة لرجال الأمن بالأسلحة الأوتوماتيكية، تعاملت القوات المختصة مع الموقف بالقوة المناسبة».
يشار إلى أنه كان من نتائج العملية «اعتقال 13 عنصراً متورطاً في المخطط الإجرامي»، فيما ارتدى مطلقو النار أحزمة ناسفة، وضبط مع الخلية «كميات من الأسلحة الرشاشة والذخيرة والمتفجرات والصواعق».
وما بين كون أحداث إربد عملية استباقية، أو هجوماً نفذ في وقته، يتخوف الأردنيون من كون الحادثة صفارة البدء لآثار وجود «داعش» في كل من سوريا والعراق، خاصة أن الفكر السلفي يلقى رواجاً كبيراً بين أردنيين وفلسطينيين في المملكة. كذلك تسرب إلى الإعلام أن «كامل أعضاء الخلية المستهدفة أردنيون يحملون الأرقام الوطنية».
وكان لافتاً الهجوم الكبير الذي شنه كتّاب أردنيون عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، على السعودية، باعتبارها «المصدر للفكر الوهابي الذي يتبناه داعش»، ما دعا الملحقية الثقافية للسفارة السعودية لدى عمان، إلى دعوة السعوديين خاصة الطلاب المقيمين في إربد، إلى توخي الحيطة والحذر، وفق تغريدة نشرت على «تويتر».
ولاحقاً، صدر بيان عن «جماعة الإخوان المسلمين» في الأردن أدان «استخدام العنف ورفع السلاح في وجه الدولة». وأشار البيان إلى «ضرورة تكاتف الجهود للحفاظ على أمن الأردن وسلامته من أي اعتداء، وعدم المساس باستقراره». كذلك نُعي رجل الأمن الذي سقط في المواجهات.
وخلال جنازة الضابط راشد حسين الزيود، حضر الملك عبد الله الثاني وأشقاؤه وأفراد من العائلة المالكة، في وقت عبّر فيه عدد من المشاركين في الجنازة عن توقعات سيئة بمواجهة مع التيارات التكفيرية، وتخوفهم من عودة آلاف الأردنيين المنخرطين في القتال بجانب «داعش» و«جبهة النصرة» إلى المملكة.