القاهرة ــ الأخبار في ظل توقعات بإعلان حالة الطوارئ في مصر لدفع معتصمي جماعة «الإخوان المسلمين» في رابعة العدوية والنهضة إلى فضّ اعتصامهم بالقوة، دعا «التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب»، الذي أسسه «الإخوان» إثر عزل الرئيس محمد مرسي، إلى تظاهرة مليونية اليوم، فيما ألقت مروحية الجيش بيانات على معتصمي رابعة عدوية تحذرهم من الاقتراب من المنشآت العسكرية وتدعوهم إلى نبذ العنف. وقال بيان «التحالف» إنه «سيتم تنظيم مسيرات إلى مديريات الأمن في مصر مساء الاثنين (أمس)، لإدانة إطلاق الرصاص الحيّ على المتظاهرين السلميين من قبل الداخلية». ودعا المصريين إلى «النزول للشوارع والميادين غداً (اليوم) من أجل استرداد الحرية والكرامة التي سلبها الانقلاب، ومن أجل حق الشهداء الذين اغتالتهم رصاصات الانقلاب». وأضاف أنه سيُعلَن في وقت لاحق مكان المليونية. وأعلن التحالف إقامة سرادق عزاء في مدينة نصر (شمال شرق القاهرة) لمدة ثلاثة أيام لضحايا واقعة طريق النصر فجر السبت، التي قُتل فيها 72 من أنصار مرسي في اشتباكات مع قوات الأمن.
في هذه الأثناء، ألقت طائرات تابعة للقوات المسلحة بياناً على معتصمي ميدان رابعة العدوية دعتهم فيه إلى عدم الاقتراب من المنشآت والوحدات العسكرية. وجاء في البيان: «نناشدك ألا تقترب من منشأة أو وحدة عسكرية، وندعو الجميع للتعاون والاستجابة لتعليمات عناصر القوات المسلحة حرصاً على أمن واستقرار البلاد، فاجعل صوتك هو فقط ما يعبر عنك.. لا عنف.. لا تخريب.. لا إراقة دماء». وفي سياق ملاحقة قيادات «الإخوان»، ألقت أجهزة الأمن القبض على رئيس حزب «الوسط»، أبو العلا ماضي، المقرب من «الإخوان المسلمين»، ونائبه عصام سلطان، داخل شقة في المقطم جنوب القاهرة. وكانت النيابة العامة قد أمرت بضبط وإحضار عدد كبير من قيادات تيار الإسلام السياسي في عدة قضايا، من بينهم أبو العلا ماضي وعصام سلطان.
من جهة ثانية، أعلن رئيس الحكومة حازم الببلاوي، أن قرار رئيس الجمهورية بتفويضه بحالة الطوارئ ليس «إجراءً استثنائياً»، وأن القوانين الاستثنائية مكروهة لا تستخدم إلا في حالة الضرورة. وأشار إلى أن «هناك 24 مادة ضمن هذا التفويض في ما يتعلق بالمعاشات والمرافق العامة والأزهر ومجمع اللغات».
وقال إن «هناك فرقاً بين قانون الطوارئ الموجود في كل دول العالم ولا يستدعي أو يستخدم إلا في الحالات القصوى؛ فهو محفوظ في الثلاجة لا يستدعى إلا وقت الضرورة القصوى»، وبين «إعلان حالة الطوارئ التي لن تستخدم أيضاً إلا ضمن إجراءات استثنائية». وعن احتمال إعلان حالة الطوارئ، قال الببلاوي: «لا نستبق الأحداث، فنحن نريد أن يستمر القانون واللجوء لفرض الطوارئ له حالات ونحن حريصون على أن تحكم مصر بدولة القانون». من جهته، أكد المستشار الإعلامي للرئيس، أحمد المسلماني، أن القرار المصري قرار وطني خالص لا يخضع لأي ابتزاز من الداخل أو الخارج، قائلاً إن «مصر يحكمها البيت المصري لا البيت الأبيض». ونفى وجود نية لفرض حالة الطوارئ، مشيراً إلى أن منح حق الإعلان لرئيس الوزراء يأتي في إطار تفويض الرئيس عدلي منصور سلطاته لرئيس الوزراء، وليس قرب الإعلان عنها. وأضاف أن الدولة ترحب بكل أعضاء الإخوان المسلمين، الذين لم يحملوا السلاح ولم يتهموا بشيء وهم أغلبية أعضائها، أما من يتهمون بشيء فسيخضعون للمحاكمة أمام القضاء. وقال إن الحوار مع الإخوان المسلمين لم ينقطع.
من جهتها، طرحت حركة «تمرد» مبادرة تقوم على دعوة جامعة الدول العربية والنيابة العامة، وعدداً من المنظمات الحقوقية تختارهم جامعة الدول العربية، لتنظيم زيارات للاعتصامات في كل من ميدان النهضة ورابعة العدوية وميدان التحرير وأمام قصر الاتحادية لدخولها، والتأكد من عدم وجود أسلحة فيها، مؤكدة ضرورة سرية تلك الزيارات كي لا يقوم المعتصمون بإخفاء الأسلحة.