عاد الرجل الفتحاوي القوي، محمد دحلان، الى المشهد السياسي، مع الأزمة المصرية، حيث يتولى مهاجمة حركة «حماس»، في تصريحاته المتتالية. وقال في بيان أمس، إن «المجموع الفلسطيني صبر في السابق على جرائم «حماس»، لأنها كانت ضمن تفاعلات الداخل الفلسطيني، بيد أن الحركة في هذه المرحلة الحرجة تصر على توريط الشعب الفلسطيني وقضيته في حسابات إقليمية ودولية، ولم تستفد من تجربة ارتهانها للحسابات السورية والإيرانية في الماضي القريب، وباتت تستورد كل الأزمات، لتعيش شعوراً نفسياً مركباً ومتناقضاً».

وقال إنه يعمل مع غيره، وصولاً إلى مخارج للأزمات الفلسطينية وتحديداً في قطاع غزة «بعدما صار المواطن الغزي رفيقاً دائماً للخوف والرعب والمرض والفقر والهواجس». وأضاف إن «الجهود المبذولة لإنقاذ غزة من ورطتها، وتجنيب القطاع تداعيات التوتر في المنطقة، لا تزال مستمرة، إلا أن هذه الجهود تصطدم بعقبات غير مبررة وغير منطقية ممن يسيطرون على قطاع غزة، علماً بأن الباب لا يزال مفتوحاً والفرصة قائمة، إن التزمت حماس بالواقعية والمنطق والشراكة مع الآخر الفلسطيني، وتفاعلت مع المبادرات والمقترحات الساعية إلى توفير حلول ترضي طموحات شعبٍ يرنو لاستعادة كرامته المسلوبة».
وحول دعوات كتلة «حماس» البرلمانية لمحاسبته، عقب دحلان إن «هؤلاء فقدوا صوابهم، ولا يريدون الاعتراف بأخطائهم، فأرادوا التنصل من خطاياهم باتهام غيرهم، والهروب من مسؤولياتهم بتعليق الفشل على الآخرين، وتسجيل مواقف البطولة على حساب نقاء الوطنيين». وأضاف «نعم نحن نستقوي بالآخرين، ولكن لصالح القضية وفقط في مسار الصراع مع إسرائيل. أما من يستقوي بالآخرين على شعبه، فهو من يعبئ أنصاره على قمع شعبه لأسباب تتعلق بأحداث غير فلسطينية، ومن يريد الانتقام لجماعته الدولية باعتقال وضرب واضطهاد شباب لا ذنب لهم سوى أنهم يطالبون بحقوقهم غير القابلة للمساومة».
(الأخبار)