سيناء ــ الأخبار أدى هجوم انتحاري بسيارة مفخخة في سيناء، أمس، إلى مقتل 4 جنود مصريين، وهو ما يشير الى تصاعد الهجمات الإرهابية على الرغم من تكثيف الحملة الأمنية التي يشنّها الجيش المصري منذ أشهر. وقالت مصادر أمنية إن مجهولاً اقتحم بسيارته المفخخة حاجزاً للجيش على الطريق في جنوب العريش كبرى مدن شبه الجزيرة المحاذية للحدود مع فلسطين، واستهدفت خمس هجمات على الأقل قوات الأمن خلال أربعة أيام.
من جهة ثانية، كشف تحليل الحمض النووي لأشلاء الانتحاري الذي استهدف مبنى المديرية العامة في المحافظة قبل أيام، أن عمره يتراوح بين ثلاثين وأربعين عاماً، وكان يرتدي جلباباً أبيض وملثماً بشال رصاصي اللون، وفق ما أعلنت وسائل الإعلام المصرية.
وأوضحت مصادر أمنية أخرى أن الانتحاري استهدف مبنى المديرية، حيث كانت البوابة مفتوحة، واصطدم بسيارة مفتش المباحث، بعد أن قاومه رقيب الشرطة فتحي عبد الخالق، وقام بتفجير نفسه. وأوضحت أن تقرير معمل الأدلة الجنائية أثبت أن السيارة كانت بيضاء اللون ماركة «تويوتا» ودون لوحات معدنية، قادمة من طريق قرية الجبيل. ويجري جهاز الأمن الوطني وجهات سيادية تحقيقاتها للوصول إلى الخلية الإرهابية التي ساعدت الانتحاري على دخول جنوب سيناء. كذلك كشفت تحقيقات النيابة العامة وجود خلل أمني كبير في تأمين مديرية الأمن، حيث لا توجد أي كاميرات مراقبة، وكاميرات المراقبة الوحيدة موجودة في مبنى المحافظة أمام مكتب المحافظ، ولم تعمل في ذلك اليوم لعدم وجود المحافظ في المبنى. وقبل أيام قُتل 3 أشخاص وجرح نحو 50 آخرين في انفجار سيارة خارج مقر مديرية الأمن في الطور عاصمة محافظة جنوب سيناء. كذلك قتل مسلحون 6 جنود في هجوم على دورية للجيش في الإسماعيلية.
في غضون ذلك، استنكر أمين حزب «النور» السلفي، جلال مرة، مقتل الجنود المصريين في رفح من خلال استهدافهم بسيارة مفخخة.
وطالب كل الأجهزة المعنية بأن تقف بالمرصاد في وجه تلك المخططات الإجرامية، وأن تفتح تحقيقاً سريعاً في الحادث، وبتقديم الجناة إلى العدالة وإظهارهم للجميع وكشف مخططاتهم وحقيقتهم للشعب المصري. وتساءل «لماذا يرغب هؤلاء المجرمون في انهيار مصر وتفكيك الجيش؟ ولمصلحة من يعملون؟». وأكد أنه «لا بد من أن نقف جميعاً متكاتفين متحدين أمام تلك العمليات الإجرامية بالتحريات والبحث والتدقيق لكشف الجناة الحقيقيين والمحرضين والمموّلين لكل تلك العمليات التي تهزّ سفينة الوطن وتفرح أعداء الشعب المصري».
في غضون ذلك، نقلت صحيفة «المصري اليوم» عن القيادي الإخواني السابق طارق البشبيشي قوله إن تحركات الجماعة الآن في مصر يقودها التنظيم الدولي تحت إدارة من الاستخبارات التركية والقطرية. وأضاف أن «تنظيم الإخوان داخل مصر لا يزال قوياً جداً وقادراً على إرهاق الدولة، خاصة أن قطر وتركيا تضخّان أموالاً للتنظيم الداخلي بكثافة غير مسبوقة في المرحلة القليلة الماضية».
وأشار إلى أن «الدكتور محمود حسين الأمين العام للجماعة، والدكتور محمود عزت نائب المرشد العام، والدكتور جمعة أمين القيادي في الجماعة، أدوات في يد التنظيم الدولي ويجري استخدامهم في توجيه تحركات الجماعة، باعتبارهم يمتلكون خريطة الجماعة وبياناتها في مصر». وأضاف البشبيشي أن الجماعة جمّدت عضويته لاعتراضه على إدارتها بعد الثورة، رغم أنه تولى رئاسة لجنة التحليل السياسي داخل حزب الحرية والعدالة»، وأنه قرر تأسيس التيار الفكري لمراجعة أفكار جماعة الإخوان مع مختار نوح وسامح عيد القياديين السابقين في الجماعة.
على المستوى الميداني، نظم العشرات من طلاب جامعة القاهرة مسيرتين، الأولى داعمة للجيش وقائده عبد الفتاح السيسي، والثانية لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي.