تظاهر عشرات الآلاف من السوريين في «جمعة الجيش السوري الحر»، للتعبير عن دعمهم للعسكريين المنشقين وعن معارضتهم للنظام، بينما كرّر الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، قوله إنه يخشى أن تتطور الاضطرابات الدامية في سوريا إلى حرب أهلية تلقي بآثارها السيئة على المنطقة كلها، فيما صعّدت روسيا المتحالفة مع النظام السوري لهجتها حيال الغربيين، مؤكدة رفضها لأي تحرك واسع ضد سلطته. وقبل التظاهرات التي تنظم كل يوم جمعة تحت شعار مختلف، انتشرت قوات الأمن بكثافة في عدة مدن، وخصوصاً في درعا. وأعلن المعارض كمال اللبواني أن الدبابات السورية قصفت بلدة الزبداني على الحدود مع لبنان، بعد أن دخلت ضواحيها.
وقرر المحتجون تنظيم تجمعات عدة تكريماً للصحافي الفرنسي جيل جاكييه الذي قتل الأربعاء في حمص بينما كان يُجري تحقيقاً مع مجموعة من الصحافيين. وأطلق الناشطون حملة على موقع تويتر للفت انتباه غير المهتمين حول العالم بالشأن السوري، وقال النشطاء إن الحملة «ركزت على قصص الرعب في سوريا، واستخدم فيها الوسم (هاش تاج): HorrorStories».
وأعلنت «لجان التنسيق المحلية» أن عدد القتلى أمس بلغ تسعة. وأظهر شريط فيديو على موقع يوتيوب رجلاً وطفلة قُتلا أمس في بلدة ضمير بطلقات رصاص. وذكر الشريط أن الطفلة نغم خليل قد فارقت الحياة بعدما أُصيبت بطلقة في البطن أثناء تفريق قوات الأمن تظاهرة في البلدة. وأظهر شريط آخر أطفالاً مصابين في أنحاء مختلفة من أجسادهم في بلدة دير بعلبة. وقال مصور الشريط إن الإصابات هي نتيجة سقوط قذيفة على المتظاهرين. بدورها، قالت «الهيئة العامة للثورة السورية» إن عدد القتلى بلغ 15 برصاص قوات الأمن والجيش، بينهم 4 أطفال وامرأة، في إدلب وحمص ودير الزور وحلب وريف دمشق.
وأظهر مقطع مصور نشر على الإنترنت أمس مصفحة نقل جنود تحترق في شارع في حمص، أحد مراكز الاحتجاجات والمقاومة المسلحة ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وقال صوت في المقطع المصور إن الجيش السوري الحر هو الذي شنّ الهجوم على المصفحة.
في المقابل، أعلنت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» مقتل ثلاثة عسكريين بينهم ضابط برتبة مقدم وأصيب ثلاثة آخرون «بنيران مجموعة إرهابية مسلحة هاجمت مركزاً لإدارة الإشارة في منطقة المراح بريف دمشق». وأعلنت الوكالة مقتل اثنين من عناصر حفظ النظام وإصابة 12 آخرين بحمص واختطاف مواطن من مدينة محردة في محافظة حماة.
من جهة أخرى، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، في تصريحات أذيعت أمس إنه يخشى احتمال نشوب حرب أهلية في سوريا وما لذلك من عواقب على جيرانها. وقال العربي: «نعم أتخوف من حرب أهلية والأحداث التي نراها ونسمع عنها الآن يمكن تؤدي إلى حرب أهلية، وليس هذا في مصلحة الشعب السوري ولا في مصلحة الدول العربية؛ لأن سوريا دولة مؤثرة». ووصف تقارير من البعثة عن الأوضاع في سوريا بأنها تبعث على القلق، لكنه قال: «لا شك في أن وتيرة القتل انخفضت بوجود المراقبين».
وفي القاهرة، قال رئيس عمليات البعثة في الجامعة العربية عدنان الخضير إن فرقاً إضافية من المراقبين الذين وصلوا أخيراً إلى سوريا ستنتشر في اليومين المقبلين وستزوَّد «بمعدات تساعدهم على أداء مهمتهم بشكل أفضل».
وانتقدت روسيا الجمعة التعديلات الغربية لمشروع القرار الذي تقدمت به بشأن سوريا، مشيرة إلى أن هذه التعديلات هدفها إجراء تغيير في النظام في دمشق. وقال نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف: «للأسف، الرؤية الغربية تتعارض مع رؤيتنا. بالنظر إلى التعديلات التي عرضوها علينا هدفهم هو التوصل إلى تغيير نظام (الرئيس بشار) الأسد في دمشق».
(الأخبار، سانا، أ ف ب،
رويترز، يو بي آي)