برزت مدينة دوما بريف دمشق الى الواجهة، أمس، بعدما الإعلان عن تمكن مجموعات مسلحة من السيطرة لبضع ساعات، مساء السبت، على شوارع في المدينة، في وقت أعلن فيه في مدينة الزبداني الحدودية عن اتفاق بين السلطات ووجهاء المدينة لإنهاء جميع المظاهر المسلحة. وقتل 18 شخصاً في حمص، صباح الأحد، بنيران «مجموعات مسلحة»، وقتلت أيضاً ضابطين، أحدهما برتبة عميد والثاني ملازم أول في حرستا بريف دمشق. وقالت مصادر مطلعة في حمص لـ«يونايتد برس أنترناشونال» إن «مجموعة إرهابية مسلحة أطلقت في الساعة الخامسة من صباح الأحد نيران أسلحتها على حافلة متوسطة تقل 14 راكباً في حي عشيرة، وقتل 11 منهم وجرح ثلاثة آخرون، واحترقت الحافلة، ما أدى الى حرق الجثث الموجودة فيها».
وأضافت المصادر إن «مجموعات أخرى قتلت شخصين في المنطقة الصناعية، كما قتلت اثنين وجرحت ثلاثة في إطلاق نار على سيارة سرفيس تقل ركاباً من حمص الى مصياف، كذلك أطلقت تلك المجموعات الرصاص على المشفى الوطني في حمص، ما أدى الى مقتل شخص فيه».
وفي محافظة ريف دمشق، أقدمت مجموعات «إرهابية مسلحة» على «اغتيال العميد حسن إبراهيم (الضابط بإدارة الحرب الإلكترونية) والملازم أول يامن خضور في ضاحية حرستا، قرب العاصمة دمشق»، بحسب وكالة «سانا»، التي نقلت عن مصدر رسمي قوله إن «الاعتداء أدى إلى إصابة كل من المقدم حسين الناصر والرقيب أول المجند زياد الحمد والرقيب أول خضر صفية».
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ضابطين من الجيش السوري، أحدهما من المشاة والآخر منشق، واثنين من المدنيين قتلوا في اشتباكات جرت أمس الأحد في قرية تلفيتا بمنطقة دمشق. وقال المرصد إن القتال المتقطع تواصل في حي دوما، الذي يبعد 14 كيلومتراً شمالي غربي العاصمة دمشق.
وقال ناشط في المعارضة ومقاتل منشق في دوما لـ«رويترز»، عبر الهاتف، إن «إن حدة القتال هدأت، وإن المقاتلين سيطروا على نحو ثلثي الشوارع الرئيسية بالحي». وأضاف إن مقاتلين ملثمين أقاموا عدداً من نقاط التفتيش، في حين أقيمت مراسم تشييع خمسة مدنيين قتلوا السبت. وقال المقاتل المنشق إن عدة إصابات وقعت الأحد، لكن لم ترد تأكيدات بسقوط قتلى. وقال أحد السكان لـ«رويترز» إن هذه الخطوة تمثل أول مرة يسيطر فيها المعارضون الذين يطلقون على أنفسهم «الجيش السوري الحر» على أراضٍ في دوما لفترة زمنية طويلة.
وقال ناشط يعيش في دمشق لـ«رويترز»، عبر الهاتف، «لا يستطيع أحد الدخول أو الخروج من دوما الآن. هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها المتمردون بشيء أكثر من هجمات الكرّ والفر. الليلة بدأوا بإقامة الحواجز في الشوارع، وكل بضع دقائق أسمع إطلاق نار وتفجيرات». وأظهرت عدة مقاطع فيديو نشرت على مواقع للتواصل الاجتماعي إطلاق قوات الأمن السورية، في ما يبدو، نيران أسلحتها قرب حشد من المشيعين في جنازة يوم السبت في دوما قرب العاصمة دمشق.
وقال نشطاء المعارضة السورية إن القوات النظامية قتلت 35 مدنياً أول من أمس، السبت، وعثر على 30 جثة مجهولة الهوية بمستشفى في إدلب. وذكرت وكالة «سانا» أن 14 سجيناً على الأقل واثنين من أفراد الأمن قتلوا في مركبة أمنية في محافظة إدلب. وذكرت الوكالة أن «ستة من عناصر الشرطة المرافقين لسيارة نقل الموقوفين أصيبوا، وجراح بعضهم خطيرة». وتابعت إن «المجموعة الإرهابية المسلحة استهدفت أيضاً سيارات الإسعاف التي قدمت لإسعاف المصابين».
وقدم نشطاء في إدلب رواية مختلفة، وقالوا إن السيارة كانت تحمل بالفعل جثثاً. وبثوا شريطاً مصوراً لجثث على أرضية مخضبة بالدماء لمشرحة في أحد المستشفيات، وبدا بعضها في حالة تحلل. وقالوا إن هذه الجثث أخرجت من السيارة. وفي مناطق أخرى في إدلب، اندلعت اشتباكات بين معارضين والقوات الحكومية في مدينة معرة النعمان. كما اشتبكت قوات الجيش مع الفارين في بلدة جبل الزاوية في محافظة إدلب أيضاً، التي تجاور تركيا.
من جهتها، أفادت وكالة «سانا» عن مقتل عنصر من قوات حفظ النظام وإصابة مواطنين مدنيين «في انفجار عبوة ناسفة زرعتها مجموعة إرهابية مسلحة بالقرب من محطة وقود عتمان العسكرية في ريف درعا».
وفي دمشق، أعلن أمس عن التوصل إلى اتفاق بين أهالي ووجهاء مدينة الزبداني في ريف دمشق من جهة، والسلطات من جهة أخرى، لتطبيع الوضع الأمني في المدينة وما يتبعه بعد مواجهات مسلحة دامت بضعة أيام بين الجيش والقوى الأمنية من جهة، ومئات المسلحين والعسكريين الفارين، الذين يقاتلون جميعاً تحت اسم «الجيش السوري الحر»، من جهة أخرى.
وقال بيان، تلاه الشيخ محمود الدالاتي، وهو أحد وجهاء المدينة، إن الاتفاق يتضمن إنهاء جميع المظاهر المسلحة من شوارع المدينة وما حولها، وعدم إقامة الحواجز، ووقف المداهمات التي تقوم بها أجهزة الأمن، وإطلاق سراح جميع المعتقلين من أبناء المدينة. وبحسب ما جاء في البيان، الذي أذيع عبر التلفزيون السوري، فإن الاتفاق تم «برغبة الأهالي والقيادة لحقن الدماء والمحافظة على الممتلكات».
(الأخبار، سانا، رويترز،
أ ف ب، يو بي آي)