اعربت دمشق، أمس، عن رفضها القاطع «لادعاءات» مفوضية حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة حول وقوع «جرائم ضد الانسانية» في سوريا. وأكدت وزارة الخارجية السورية، في رسالة الى المفوضية، «رفض سوريا بشكل قاطع كل ما ورد في بيان المفوضية السامية لحقوق الإنسان من ادعاءات جديدة حول سوريا تضاف إلى تاريخ المفوضية في التعامل مع سوريا منذ بداية الأحداث فيها».
في هذا الوقت، قال دبلوماسيون في الأمم المتحدة إن مسودة قرار يمكن ان تطرح للتصويت في الجمعية العامة للامم المتحدة الاربعاء او الخميس. ويشبه مشروع القرار، الذي صاغته السعودية، مشروع القرار الذي استخدمت روسيا والصين الفيتو ضده بمجلس الامن. ومشروع القرار «يؤيد تماما» خطة الجامعة العربية ويدعو لتعيين مبعوث مشترك للامم المتحدة والجامعة العربية، غير أن الفارق هو أنه لا يوجد حق النقض (الفيتو) في الجمعية العامة لكن قراراتها ليست ملزمة قانوناً.
وقال المندوب القطري ناصر عبد العزيز الناصر، الذي يرأس حالياً الجمعية العامة، لقناة «الجزيرة» إن هناك فكرة عن مشروع قرار عربي يوزع على الدول الاعضاء في الجمعية العامة وسيطرح للتصويت هذا الاسبوع.
في المقابل، قوبل اقتراح الجامعة العربية بزيادة الدعم للمعارضة وإرسال قوات حفظ سلام اجنبية بردود دولية حذرة، حتى في الوقت الذي قصفت فيه القوات السورية احياء تسيطر عليها المعارضة في حمص وهاجمت مدناً أخرى. وقالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن هناك ضرورة لمزيد من الوقت لبحث المقترحات. وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، ان الرئيس الاميركي باراك أوباما وكاميرون اتفقا خلال اتصال هاتفي اول من امس على الحاجة الى «وحدة دولية... وتحرك آخر في الامم المتحدة وتحالف واسع وقوي بين مجموعة أصدقاء سوريا الجديدة».
وقال المندوب الروسي في مجلس الأمن، فيتالي تشوركين، إنه ما كان ينبغي على الاطلاق انعقاد جلسة الجمعية العامة بشأن سوريا. وأكد مجدداً موقف موسكو بأن اللوم يقع على كل من المعارضة والحكومة السورية في الأزمة. بدوره، دافع المسؤول الاعلى في الدبلوماسية الصينية، داي بينغو، عن موقف بلاده بعدم التدخل في الشؤون السورية خلال محادثة هاتفية مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، وفق ما افادت وكالة انباء الصين الجديدة الرسمية. واضاف المسؤول الصيني ان هذا الموقف «موضوعي ونزيه» وينبع من «موقف مسؤول». الا ان الصين اعلنت انها التقت الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي وبحثت معه في الموضوع السوري، وأكد رئيس الوزراء الصيني ون جياباو من جانبه ان بكين لا تحمي «اي طرف، بما في ذلك الحكومة» السورية.
وفي سياق البحث الأوروبي عن سبل الضغط على دمشق، أفادت صحيفة (الغارديان) امس، بأن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون سيلتقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس في 20 شباط الجاري، لمناقشة سبل مساعدة «المتمردين» السوريين، وتقديم المشورة العسكرية لـ«الجيش السوري الحر».
وطرحت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل امكانية فرض عقوبات اوروبية جديدة على سوريا، وذلك قبل محادثات في برلين مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي.
ومن داخل الجولان السوري الذي تحتله اسرائيل، تجمع امس المئات من الاهالي لمناسبة الذكرى الـ30 للإضراب العام والشامل والذي استمر حوالي ستة اشهر، احتجاجاً على قانون ضم الجولان المحتل الى الدولة العبرية، وفرض الهويات الاسرائيلية على الجولانيين. وحمل المتظاهرون الاعلام السورية وصور الرئيس السوري بشار الأسد. في المقابل، عقدت قوى المعارضة في الجولان امسية حوارية في قاعة الجلاء في مجدل شمس تحدث فيها عبر «سكايب» من باريس عضو المجلس الوطني السوري جورج صبرا. وفي اللاذقية تجمع امس الآلاف خلال فعالية وطنية نظمتها مجموعات شبابية وشعبية مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد. ميدانياً، قتل أمس ستة مدنيين في قصف هو الاعنف منذ ايام تتعرض له مدينة حمص من قبل القوات السورية النظامية التي تحاول استعادة السيطرة على الحي الذي تتحصن فيه «كتيبة الفاروق» في «الجيش السوري الحر». وفي محافظة درعا، اقتحمت قوات عسكرية امنية مشتركة بلدة الطيبة وسط اطلاق رصاص كثيف ودوي انفجار في الحي الشمالي، كما بدأت حملة مداهمات واعتقالات في الحي الجنوبي، بحسب المرصد. واظهر تسجيل مصور ضابطاً في الجيش السوري الحر يستجوب ضابطاً ومجنداً من الجيش النظامي جرى القبض عليهما في بلدة اللجاة في ريف درعا.
وفي محافظة درعا ايضاً، اشار المرصد الى وفاة ثلاثة اشخاص متأثرين بجروح اصيبوا بها قبل ايام، بينهم سيدة حامل في بلدة انخل ومواطن في قرية ام ولد. واندلع الصراع مجددا صباح أمس في بلدة رنكوس قرب العاصمة دمشق التي طاولها قصف القوات الحكومية. وقال ناشط ان خطوط الهاتف قطعت وان عددا كبيرا من السكان فروا.
في المقابل، ذكرت وكالة سانا ان الجهات المختصة دهمت إحدى مزارع منطقة حرستا بريف دمشق وضبطت فيها كميات من العبوات الناسفة المعدة للتفجير عن بعد. واعلنت سانا اصابة أربعة من عمال شركة حديد حماه بنيران مجموعة ارهابية مسلحة أول من أمس. كما ذكرت سانا عن وقوع عمليات سرقة في حلب وريف حماه. وقالت سانا ان جثامين 13 شهيداً من عناصر الجيش وحفظ النظام شيعت امس.
(الأخبار، سانا، أ ف ب،
رويترز، يو بي آي)